اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ عَذَابٗا دُونَ ذَٰلِكَ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ} (47)

قوله : { وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ } يجوز أن يكون من إتباع الظاهر موقع المضمر وأن لا يكون كما تقدم . والمعنى وإن للذين ظلموا أي كفروا { عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ } أي عذاباً في الدنيا قبل عذاب الآخرة . قال ابن عباس - ( رَضِيَ الله{[53314]} عنهما ) - يعني القتل يوم بدر .

وقال الضحاك : هو الجوع والقحط سَبْعَ سنين . وقال البراءُ بن عازب : عذاب القبر .

{ ولكن أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } أن العذاب نازل بهم{[53315]} .

والمراد بالظلم هنا هو كيدهم نَبِيَّهم - عليه الصلاة والسلام - وهم أهل مكة . وقيل : ظلموا بعبادة غير الله فيكون عاماً في كل ظالم . والإشارة بقوله : «ذَلِكَ » إلى اليوم الذي فيه يُصْعَقُونَ .

ومفعول «يعلمون » يجوز أن يكون ما تقدم{[53316]} ، ويجوز أن يكونَ لا مفعولَ له أي أكثرهم غافِلونَ جَاهِلُون{[53317]} .


[53314]:زيادة من أ.
[53315]:وانظر البغوي 6/254.
[53316]:من الأمر وهو أن لهم عذابا دون ذلك.
[53317]:وانظر في هذا كله تفسير الإمام 28/274.