الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ عَذَابٗا دُونَ ذَٰلِكَ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ} (47)

ثم قال : { وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك } [ 45 ] قال ابن عباس وغيره : هو عذاب القبر {[65599]} .

وقال مجاهد : هو الجوع {[65600]} .

وقال ابن زيد : هو مصائب الدنيا للمؤمن أجر وللكافر تعجيل عذاب {[65601]} {[65602]} .

فالمعنى : لهؤلاء المشركين عذاب آخر ( قبل يوم {[65603]} القيامة ) وهو ما ذكرنا فلا يستعجلون {[65604]} به .

{ ولكن أكثرهم لا يعلمون } ذلك أي : لا يؤمنون به فيعلمون أنه حال بهم .

قال ابن الماجشون {[65605]}ك سمعت محمد بن المنكدر {[65606]} يقول : بلغني أن الله تبارك وتعالى يسلط على الكافر في قبره دابة عمياء {[65607]} في يدها سوط من حديد في رأسه جمرة مثل غرب الجمل يضربه {[65608]} إلى يوم القيامة لا تراه ولا تسمع صوته فترحمه . ومعنى غرب الجمل : هو الدلو الذي يسقى به الجمل {[65609]} .


[65599]:انظر: جامع البيان 27/22، وتفسير القرطبي 17/78، والدر المنثور 7/636.
[65600]:انظر: تفسير مجاهد 224، وجامع البيان 27/22، وتفسير القرطبي 17/78. والدر المنثور 7/637، والبحر المحيط 8/153.
[65601]:ساقط من ع.
[65602]:انظر: جامع البيان 27/22، وتفسير القرطبي 17/78، والبحر المحيط 8/153.
[65603]:ع : "قبل عذاب يوم القيامة".
[65604]:ع: "تستعجلون".
[65605]:هو عبدالمك بن عبد العزيز بن عبد الله التيمي بالولاء، أبو مروان بن الماجشون فقيه مالكي فصيح، دارت عليه الفتيا في زمانه وعلى أبيه قبله، قال ابن عبد البر: كان فقيها فصيحا (ت 212 هـ). انظر: وفيات الأعيان 3/166، وميزان الاعتدال 2/658، وشجرة النور الزكية 56.
[65606]:هو محمد بن المنكدر بن عبد أمه بن الهدير بن عبد العزى القرشي التيمي من بني تميم بن المرة المدني: زاهد، من رجال الحديث من أهل المدينة أدرك بعض الصحابة، روى عن أبيه وأبي هريرة وعائشة وأنس وجابر وعنه زيد بن أسلم وعمرو بن دينار والزهري وغيرهم (ت 130). انظر: حلية الأولياء 3/146، والجرح والتعديل 8/97، وتهذيب التهذيب 9/473، وسير أعلام النبلاء 5/353.
[65607]:ح: "عميا".
[65608]:ع: "فيضربه".
[65609]:انظر: الصحاح مادة "غرب" 1/193، واللسان 2/967، والقاموس المحيط 1/109.