فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ عَذَابٗا دُونَ ذَٰلِكَ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ} (47)

{ وإن للذين ظلموا } أي لهؤلاء الذين ظلموا أنفسهم بالكفر والمعاصي { عذابا } في الدنيا { دون ذلك } أي غير عذاب يوم القيامة ، أي قبله ، وهو قتلهم يوم بدر وقال ابن زيد : هو مصائب الدنيا من الأوجاع والأسقام والبلايا ، وذهاب الأموال والأولاد ، وقال مجاهد : هو الجوع والجهد سبع سنين ، وقيل : عذاب القبر قبل يوم القيامة ، قاله ابن عباس ، وقيل : المراد بالعذاب هو القحط والجوع قبل يوم بدر ، لأنه كان في ثانية الهجرة ، والقحط وقع لهم قبلها ، وبالذي يأت بعده هو قتلهم يوم بدر { ولكن أكثرهم لا يعلمون } ما يصيرون إليه من عذاب الله وما أعده لهم في الدنيا والآخرة .