في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَقَوۡمَ نُوحٖ مِّن قَبۡلُۖ إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَوۡمٗا فَٰسِقِينَ} (46)

وآية رابعة في قوم نوح :

( وقوم نوح من قبل إنهم كانوا قوما فاسقين ) . .

وهي إشارة سريعة تلمس القصة لمسة واحدة بدون إيضاح . كأنما ليقال : واذكر قوم نوح . وقد وردت( قوم )منصوبة وبدون لفظ [ في ] بتقدير كلمة [ اذكر ] قبلها . وتلتها ( والسماء بنيناها . . )معطوفة عليها . . وهذه آية كونية ، وتلك آية تاريخية . يربطهما السياق معا ، ويربط بهما هذا القطاع بالقطاع الثالث في السورة . .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَقَوۡمَ نُوحٖ مِّن قَبۡلُۖ إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَوۡمٗا فَٰسِقِينَ} (46)

وقبلَهم قومُ نوحٍ أغرقَهم الله بذُنوبهم ، . وقد تقدمت قصة الجميع أكثر من مرة في سورة الأعراف وهود بأوسعَ من ذلك .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَقَوۡمَ نُوحٖ مِّن قَبۡلُۖ إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَوۡمٗا فَٰسِقِينَ} (46)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{و} في {وقوم نوح} آية {من قبل} هؤلاء الذين ذكر {إنهم كانوا قوما فاسقين} يعني عاصين...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وقوله:"وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إنّهُمْ كانُوا قَوْما فاسِقِينَ "اختلفت القرّاء في قراءة قوله: "وَقَوْم نُوح" نصبا. ولنصب ذلك وجوه: أحدها: أن يكون القوم عطفا على الهاء والميم في قوله: "فأَخَذَتْهُمُ الصّاعِقَةُ" إذ كان كلّ عذاب مهلك تسميه العرب صاعقة، فيكون معنى الكلام حينئذٍ: فأخذتهم الصاعقة وأخذت قوم نوح من قبل. والثاني: أن يكون منصوبا بمعنى الكلام، إذ كان فيما مضى من أخبار الأمم قبلُ دلالة على المراد من الكلام، وأن معناه: أهلكنا هذه الأمم، وأهلكنا قوم نوح من قبل.

والثالث: أن يضمر له فعلاً ناصبا، فيكون معنى الكلام: واذكر لهم قوم نوح، كما قال: "وَإبْرَاهِيمَ إذْ قالَ لِقَوْمِهِ" ونحو ذلك، بمعنى أخبرهم واذكر لهم. وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفة والبصرة «وَقَوْمِ نُوحٍ» بخفض القوم على معنى: وفي قوم نوح عطفا بالقوم على موسى في قوله: "وَفِي مُوسَى إذْ أرْسَلْناهُ إلى فِرْعَوْنَ".

والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان معروفتان في قرأة الأمصار، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب، وتأويل ذلك في قراءة من قرأه خفضا: وفي قوم نوح لهم أيضا عبرة، إذ أهلكناهم من قبل ثمود لما كذّبوا رسولنا نوحا.

"إنّهُمْ كانُوا قَوْما فاسِقِينَ" يقول: إنهم كانوا مخالفين أمر الله، خارجين عن طاعته.

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

والقوم: الجماعة الذين من شأنهم أن يقوموا بالأمر، وإضافتهم إليه تقتضي أنه منهم في النسب.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{من قبل} أي قبل هذه الأمم كلها، ثم علل إهلاكهم بقوله: {إنهم كانوا} خلقاً وطبعاً، لا حيلة لغيرنا من أهل الأسباب في صلاحهم {قوماً} أي أقوياء {فاسقين} أي عريقين في الخروج عن حظيرة الدين.

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

والتعبير ب «من قبل» لعلّه إشارة إلى أنّ قوم فرعون وقوم لوط وعاداً وثمود كان قد بلغهم ما انتهى إليه قوم نوح من عاقبة وخيمة، إلاّ أنّهم لم يتنبهوا، فابتلوا بما ابتلي به من كان قبلهم من قوم نوح...

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَقَوۡمَ نُوحٖ مِّن قَبۡلُۖ إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَوۡمٗا فَٰسِقِينَ} (46)

{ وقوم نوح } وأهلكنا قوم نوح قبل هؤلاء

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَقَوۡمَ نُوحٖ مِّن قَبۡلُۖ إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَوۡمٗا فَٰسِقِينَ} (46)

قوله تعالى : " وقوم نوح من قبل " قرأ حمزة والكسائي وأبو عمرو " وقوم نوح " بالخفض ، أي وفي قوم نوح آية أيضا . الباقون بالنصب على معنى وأهلكنا قوم نوح ، أو يكون معطوفا على الهاء والميم في " أخذتهم " أو الهاء في " أخذناه " أي فأخذتهم الصاعقة وأخذت قوم نوح ، أو " فنبذناهم في اليم " [ الذاريات : 40 ] ونبذنا قوم نوح ، أو يكون بمعنى اذكر .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{وَقَوۡمَ نُوحٖ مِّن قَبۡلُۖ إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَوۡمٗا فَٰسِقِينَ} (46)

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَقَوۡمَ نُوحٖ مِّن قَبۡلُۖ إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَوۡمٗا فَٰسِقِينَ} (46)

قوله : { وقوم نوح من قبل إنهم كانوا قوما فاسقين } قوم ، منصوب بفعل مقدر ، وتقديره : أهلكنا قوم نوح . وقيل : تقديره : واذكر قوم نوح{[4343]} أي وفي قصة قوم نوح من قبل وما حل بهم من التغريق بالطوفان آية وعبرة لمن يتعظ أو يتدبر . أو اذكر لهم ما حل بقوم نوح من الاستئصال ، إنهم كانوا خارجين عن طاعة الله ، مخالفين لأمره{[4344]} .


[4343]:البيان لابن الأنباري جـ 2 ص 392.
[4344]:تفسير الطبري جـ 27 ص 5، 6 وتفسير جـ 17 ص 50- 52.