قوله تعالى : { وَقَوْمَ نُوحٍ } قرأ الأخوان وأبو عمرو بجر الميم{[52965]} ، والباقون بنصبها . وأبو السَّمَّال وابن مِقْسم وأبو عمرو في رواية الأصمعيّ : وقَوْمُ نُوحٍ بالرفع{[52966]} .
أحدها : أنه معطوف على «وَفِي الأرض » .
( الثاني{[52967]} : أنه معطوف على «وَفِي مُوسَى » .
الثالث : أنه معطوف على : «وَفِي عَادٍ » ) .
الرابع : أنه معطوف على «وَفِي ثَمُودَ » . وهو{[52968]} الظاهر ؛ لقُرْبه ، وبُعْدِ غيره ، ولم يذكر الزمخشري غَيْرَهُ ، فإنه قال : قُرئ بالجرِّ على معنى وقوم نوح وتقوِّيه قراءةُ عبد الله : وفِي قَوْمِ نوحٍ{[52969]} ؛ أي لكم عبرة . ولم يَذْكُرْ أبو البقاء غير الوجه الأخير لظهوره .
أحدها : أنه منصوب بفعل مضمر أي وأهْلَكْنَا قَوْمَ نوحٍ{[52970]} ؛ لأن ما قبله يدل عليه .
الثاني : أنه منصوب ب «اذْكُرْ » مقدراً ، ولم يذكر الزمخشَريُّ غيره{[52971]} .
الثالث : أنه منصوب عطفاً على مفعول «فَأَخَذْنَاهُ » .
الرابع : أنه معطوف على مفعول فَنَبَذْنَاهُمْ فِي اليمِّ أي أَغْرَقْنَاهم{[52972]} ، وناسب ذلك أن قوم نوح مغرقون من قبل لكن يشكل أنهم لم يغرقوا في اليمِّ . وأصل العطف أن يقتضي التشريك في المتعلقات .
الخامس : أنه معطوف على مفعول «فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ »{[52973]} . وفيه إشكال لأنه لم تأخذهم الصاعقة وإنما أهلكوا إلا أن يراد بالصَّاعقة الداهية والنازلة العظيمة من أي نوعٍ كانت فيقرب ذلك .
السادس : أنه معطوف على محل : «وفي موسى »{[52974]} . نقله أبو البقاء . وهو ضعيف . وأما الرفع فعلى الابتداء والخبر مقدر أي أهْلَكْنَاهُمْ . وقال أبو البقاء : والخبر ما بعده{[52975]} يعني من قوله : { إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فَاسِقِينَ } ولا يجوز أن يكون مراده قولَه «مِنْ قَبْلُ » إِذِ الظرفُ ناقصٌ فلا يُخْبَرُ بِهِ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.