في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَكَذَٰلِكَ حَقَّتۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَنَّهُمۡ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِ} (6)

( وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا أنهم أصحاب النار ) . .

ومتى حقت كلمة الله على أحد فقد وقعت ، وقضي الأمر ، وبطل كل جدال .

وهكذا يصور القرآن الحقيقة الواقعة . حقيقة المعركة بين الإيمان والكفر ، وبين الحق والباطل ، وبين الدعاة إلى الله الواحد والطغاة الذين يستكبرون في الأرض بغير الحق . وهكذا نعلم أنها معركة قديمة بدأت منذ فجر البشرية . وأن ميدانها أوسع من الأرض كلها ، لأن الوجود كله يقف مؤمناً بربه مسلماً مستسلماً ، ويشذ منه الذين كفروا يجادلون في آيات الله وحدهم دون سائر هذا الكون الكبير . ونعلم كذلك نهاية المعركة - غير المتكافئة - بين صف الحق الطويل الضخم الهائل وشرذمة الباطل القليلة الضئيلة الهزيلة ، مهما يكن تقلبها في البلاد ، ومهما يكن مظهرها من القوة والسيطرة والمتاع !

هذه الحقيقة - حقيقة المعركة والقوى البارزة فيها ، وميدانها في الزمان والمكان - يصورها القرآن لتستقر في القلوب ؛ وليعرفها - على وجه خاص - أولئك الذين يحملون دعوة الحق والإيمان في كل زمان ومكان ؛ فلا تتعاظمهم قوة الباطل الظاهرة ، في فترة محدودة من الزمان ، ورقعة محدودة من المكان ؛ فهذه ليست الحقيقة . إنما الحقيقة هي التي يصورها لهم كتاب الله ، وتنطق بها كلمة الله . وهو أصدق القائلين . وهو العزيز العليم .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَكَذَٰلِكَ حَقَّتۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَنَّهُمۡ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِ} (6)

حقت : وجبت .

كلمة ربك : حكمه بالهلاك .

وكما حقت كلمةُ العذاب على الأمم التي كذّبت أنبياءها - حقّت كلمة ربك على الكافرين ، لأنهم أصحاب النار . وهذا تحذير شديد لجميع المنحرفين من أهل الضلال .

قراءات :

قرأ نافع وابن عامر : حقت كلمات بالجمع ، والباقون : كلمة بالإفراد .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَكَذَٰلِكَ حَقَّتۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَنَّهُمۡ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِ} (6)

قوله تعالى : " وكذلك حقت " أي وجبت ولزمت ، مأخوذ من الحق لأنه اللازم . " كلمة ربك " هذه قراءة العامة على التوحيد . وقرأ نافع وابن عامر : " كلمات " جمعا . " على الذين كفروا أنهم أصحاب النار " قال الأخفش : أي لأنهم وبأنهم . قال الزجاج : ويجوز إنهم بكسر الهمزة . " أصحاب النار " أي المعذبون بها وتم الكلام .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{وَكَذَٰلِكَ حَقَّتۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَنَّهُمۡ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِ} (6)

{ حقت كلمة ربك } أي : وجب قضاؤه .