{ 25 - 28 } { أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا * أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا * وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ }
أي : أما امتننا{[1326]} عليكم وأنعمنا ، بتسخثير الأرض لمصالحكم ، فجعلناها { كِفَاتًا } لكم .
ولما دل بابتداء الخلق على تمام قدرته ، أتبعه الدلالة بانتهاء{[70891]} أمره وأثنائه وما دبر فيهما من المصالح فقال : { ألم نجعل } أي نصير بما سببنا بما لنا من العظمة { الأرض كفاتاً * } أي وعاء قابلة لجمع{[70892]} ما يوضع فيها وضمه جمعاً فيه-{[70893]} فتك وهدم ، وهو اسم لما يكفت من الحديد مثلاً أي يغلف بالفضة ويضم ويجمع ، كالضمام والجماع لما يضم ويجمع ، أو{[70894]} هو مصدر نعت به أو جمع كافتة ، كصائمة وصيام أو جمع كفت وهو الوعاء ، ولو شئنا لجعلناها ناشرة لكم إذا وضعتم فيها كما تنشر النبات ، وسنجعل ذلك إذا أردنا البعث ،
قوله : { ألم نجعل الأرض كفاتا } كفاتا ، منصوب على الحال{[4721]} والكفات ، الموضع الذي يكفت فيه شيء . أي يضم . كفته ، ضمّه إليه . وفي الحديث " اكفتوا صبيانكم بالليل فإن للشيطان خطفة " {[4722]} .
والمعنى : ألم نجعل الأرض ضامّة تضم الأحياء على ظهورها والأموات في بطنها . وذلك من الكفت وهو الضم والجمع . أو ألم نجعل الأرض كفات أحيائكم وأمواتكم ، فتكفت أحياءكم في المساكن والمنازل ، أي تضمهم فيها وتجمعهم . وكذلك تكفت أمواتكم في بطونها في القبور فيدفنون فيها وهو قوله : { أحياء وأمواتا } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.