في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُبۡلِسُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ} (12)

( ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون ، ولم يكن لهم من شركائهم شفعاء وكانوا بشركائهم كافرين . ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون . فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون . وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة فأولئك في العذاب محضرون ) . .

فها هي ذي الساعة التي يغفل عنها الغافلون ، ويكذب بها المكذبون . ها هي ذي تجيء ، أو ها هي ذي تقوم ! وهؤلاء هم المجرمون حائرين يائسين ، لا أمل لهم في نجاة ، ولا رجاء لهم في خلاص .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُبۡلِسُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ} (12)

" ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون " وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي " يبلس " بفتح اللام ، والمعروف في اللغة : أبلس الرجل إذا سكت وانقطعت حجته ، ولم يؤمل أن يكون له حجة . وقريب منه : تحير ، كما قال العجاج :

يا صاح هل تعرف رَسْمًا مُكْرَسَا *** قال : نعم أعرفُهُ وأبْلَسَا{[12440]}

وقد زعم بعض النحويين أن إبليس مشتق من هذا ، وأنه أبلس لأنه انقطعت حجته . النحاس : ولو كان كما قال لوجب أن ينصرف ، وهو في القرآن غير منصرف . الزجاج : المبلس الساكت المنقطع في حجته ، اليائس من أن يهتدي إليها .


[12440]:المكرس: الذي قد بعرت فيه الإبل وبوّلت فركب بعضه بعضا.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُبۡلِسُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ} (12)

قوله : { وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ } { يُبْلِسُ } ييأس في حيرة ، من الإبلاس وهو اليأس المحيّر . أبلس من رحمة الله أي يئس . ومنه سمي إبليس . ويأتي الإبلاس بمعنى الانكسار والحزن . أبلس إذا سكت غما{[3595]} .

والمعنى : يوم تقوم القيامة ، ويُبعثُ الناس من قبورهم أحياء فينتشرون ويساقون إلى الحشر للحساب ، يبأس المجرمون الذين كذبوا بلقاء الله وجحدوا ما أنزله على رسله من الآيات والبينات ، واكتسبوا في دنياهم المعاصي والمنكرات ، أو يغشاهم اليأس وتطغى عليهم الندامة والحيرة والاكتئاب فلا يملكون حيلة ولا حجة يحتجون بها ، وليس لهم حينئذ إلا النار .


[3595]:مختار الصحاح ص 63، وأساس البلاغة ص 49.