في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَلِرَبِّكَ فَٱصۡبِرۡ} (7)

ويوجهه أخيرا إلى الصبر . الصبر لربه : ( ولربك فاصبر ) . . وهي الوصية التي تتكرر عند كل تكليف بهذه الدعوة أو تثبيت . والصبر هو هذا الزاد الأصيل في هذه المعركة الشاقة . معركة الدعوة إلى الله . المعركة المزدوجة مع شهوات النفوس وأهواء القلوب ؛ ومع أعداء الدعوة الذين تقودهم شياطين الشهوات وتدفعهم شياطين الأهواء ! وهي معركة طويلة عنيفة لا زاد لها إلا الصبر الذي يقصد فيه وجه الله ، ويتجه به إليه احتسابا عنده وحده .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَلِرَبِّكَ فَٱصۡبِرۡ} (7)

{ وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ } أي : احتسب بصبرك ، واقصد به وجه الله تعالى ، فامتثل رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمر ربه ، وبادر إليه ، فأنذر الناس ، وأوضح لهم بالآيات البينات جميع المطالب الإلهية ، وعظم الله تعالى ، ودعا الخلق إلى تعظيمه ، وطهر أعماله الظاهرة والباطنة من كل سوء ، وهجر كل ما يبعد عن الله{[1277]}  من الأصنام وأهلها ، والشر وأهله ، وله المنة على الناس -بعد منة الله- من غير أن يطلب منهم على ذلك{[1278]}  جزاء ولا شكورا ، وصبر لله أكمل صبر ، فصبر على طاعة الله ، وعن معاصي الله ، وعلى أقدار الله المؤلمة{[1279]} ، حتى فاق أولي العزم من المرسلين ، صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين .


[1277]:- في ب: وهجر كل ما يعبد من دون الله وما يبعد منه.
[1278]:- في ب: أن يطلب عليهم بذلك.
[1279]:- في ب: وصبر لربه أكمل صبر، فصبر على طاعة الله وعن معاصيه، وصبر على أقداره المؤلمة.
 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَلِرَبِّكَ فَٱصۡبِرۡ} (7)

قوله تعالى : " ولربك فاصبر " أي ولسيدك ومالكك فاصبر على أداء فرائضه وعبادته . وقال مجاهد : على ما أوذيت{[15562]} . وقال ابن زيد : حملت أمرا عظيما ، محاربةَ العرب والعجم ، فاصبر عليه لله . وقيل : فاصبر تحت موارد القضاء لأجل الله تعالى .

وقيل : فاصبر على البلوى ؛ لأنه يمتحن أولياءه وأصفياءه . وقيل : على أوامره ونواهيه . وقيل : على فراق الأهل والأوطان .


[15562]:في أ، ح، ل: "ما أديت".
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَلِرَبِّكَ فَٱصۡبِرۡ} (7)

ولما كان الإنذار شديداً على النفوس يحصل به من المعالجات ما الموت دونه ، لأن ترك المألوفات أصعب شيء على النفوس ، وكذا ترك الفوائد ، قال أمراً بالتحلي بالعاصم{[69709]} بعد التخلي عن القاصم ، معلماً {[69710]}بأن الأذى{[69711]} من المنذرين أمر لا بد منه فيدخل{[69712]} في الطاعة على بصيرة ، فاقتضى الحال لذلك أن الإنذار يهون بالغنى{[69713]} عن الفانين والكون مع الباقي وحده ، فأشار إلى ذلك بتقديم الإله معبراً عنه بوصف الإحسان ترغيباً فقال : { ولربك } أي المحسن إليك ، المربي لك ، المدبر لجميع مصالحك وحده { فاصبر * } أي-{[69714]} على مشاق التكاليف أمراً ونهياً وأذى {[69715]}المشركين وشظف{[69716]} العيش وجميع البلايا{[69717]} ، فإنه يجزل عطاءك من خير الدارين بحيث لا يحوجك إلى أحد ، ويحوج الناس إليك ، ويهون عليك حمل المشاق في الدارين ولا سيما أمر يوم البعث ، فإن من-{[69718]} حمل العمل في الدنيا حمله{[69719]} العمل في الآخرة .


[69709]:من ظ و م، وفي الأصل: بالمعاصي.
[69710]:من م، وفي الأصل و ظ: بلأذتى-كذا.
[69711]:من م، وفي الأصل و ظ: بالأذتى-كذا.
[69712]:في م: ليدخل.
[69713]:من ظ و م، وفي الأصل: بالقا-كذا.
[69714]:زيد من م.
[69715]:من ظ و م، وفي الأصل: للمشركين وشظفا.
[69716]:من ظ و م، وفي الأصل: للمشركين وشظفا.
[69717]:من ظ، وفي الأصل و م: العطايا.
[69718]:زيد من ظ و م.
[69719]:من ظ و م، وفي الأصل: حمل.