في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَإِنَّهُمۡ يَوۡمَئِذٖ فِي ٱلۡعَذَابِ مُشۡتَرِكُونَ} (33)

وهنا يرد تعليق آخر ، وكأنه حكم يعلن على رؤوس الأشهاد ، يحمل أسبابه ، ويعرض ما كان منهم في الدنيا مما حقق قول الله عليهم في الآخرة :

فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون . إنا كذلك نفعل بالمجرمين . إنهم كانوا إذا قيل لهم : لا إله إلا الله يستكبرون ؛ ويقولون : أإنا لتاركو آلهتنا لشاعر مجنون .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{فَإِنَّهُمۡ يَوۡمَئِذٖ فِي ٱلۡعَذَابِ مُشۡتَرِكُونَ} (33)

22

33- { فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون } .

فإنهم – الأتباع والقادة – هم جميعا يوم القيامة يشتركون في العذاب ، وهذا الاشتراك في مبدأ العذاب لا يمنع تميّز القادة بنصيب من العذاب لضلالهم ، ونصيب آخر لإضلال غيرهم .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من سنّ في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة " {[541]} .


[541]:من سن في الإسلام سنة حسنة. رواه مسلم في العلم (1017) وفي الزكاة (2554)، والدرامي في المقدمة (512، 514)، والترمذي في العلم (2675) وابن ماجة في المقدمة (203) وأحمد (18675، 18701، 18718، 18720) من حديث جرير بن عبد الله البجلي. ورواه أحمد(10370،10178) من حديث حذيفة، ورواه ابن ماجة في المقدمة (207) من حديث وهب بن عبد الله.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَإِنَّهُمۡ يَوۡمَئِذٖ فِي ٱلۡعَذَابِ مُشۡتَرِكُونَ} (33)

ولما قال لهم الرؤساء ما هو الحق من أمرهم مما أوجب الحكم باشتراكهم ، سبب عنه قوله تعالى مؤكداً دفعاً لمن يتوهم اختصاص العذاب بالسبب : { فإنهم } أي الفريقين بسبب ما ذكروا عن أنفسهم { يومئذ } أي يوم إذ كان هذا التقاول بينهم { في العذاب } أي الأكبر { مشتركون * } أي في أصله ، وهم مع ذلك متفاوتون في وصفه على مقادير كفرهم كما كانوا متشاركين في السبب متفاوتين في شدتهم فيه ولينهم - هذا وقد قال البخاري في صحيحه في تفسير حم السجدة : وقال المنهال عن سعيد : قال رجل لابن عباس رضي الله عنهما : إني أجد في القرآن أشياء تختلف علي قال { فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون } { وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون } { ولا يكتمون الله حديثاً } { والله ربنا ما كنا مشركين } فقد كتموا في هذه الآية ، وقال : { السماء بناها } إلى قوله : { دحاها } فذكر خلق السماء قبل خلق الأرض ، ثم قال { أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين } إلى { طائعين } فذكر في هذه الآية خلق الأرض قبل السماء ، وقال : { وكان الله غفوراً رحيماً } { عزيزاً حكيماً } { سميعاً بصيراً } فكأنه كان ثم مضى ، فقال : { فلا أنساب بينهم } في النفخة الأولى ثم ينفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض ، إلا من شاء الله فلا أنساب عند ذلك ولا يتساءلون ، ثم في النفخة الآخرة أقبل بعضهم على بعض يتساءلون ، وأما قوله { ما كنا مشركين } { ولا يكتمون الله حديثاً } فإن الله يغفر لأهل الإخلاص ذنوبهم ، وقال المشركون : تعالوا نقول : لم نكن مشركين ، فنختم على أفواههم فتنطق أيديهم ، فعند ذلك عرف أن الله لا يكتم حديثاً ، وعنده يود الذين كفروا - الآية ، وخلق الأرض في يومين ثم خلق السماء ثم استوى إلى السماء فسواهن في يومين آخرين ثم دحا الأرض ، و { دحاها } أي أخرج منها الماء والمرعى ، وخلق الجبال والآكام وما بينهما في يومين آخرين ، فذلك قوله { دحاها } وقوله : خلق الأرض في يومين ، فجعلت الأرض وما فيها من شيء في أربعة أيام وخلقت السماوات في يومين ، وكان الله غفوراً رحيماً ، سمى نفسه ذلك ، وذلك قوله ، أي لم يزل كذلك ، فإن الله لم يرد شيئاً إلا أصاب به الذي أراد ، فلا يختلف عليك القرآن فإن كلاًّ من عند الله .

وقال في سورة المرسلات : وسئل ابن عباس رضي الله عنهما { هذا يوم لا ينطقون } { والله ربنا ما كنا مشركين } { اليوم نختم على أفواههم } فقال : إنه ذو ألوان ، مرة ينطقون ومرة يختم عليهم .