في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوٓاْ ءَالِهَتِنَا لِشَاعِرٖ مَّجۡنُونِۭ} (36)

وهنا يرد تعليق آخر ، وكأنه حكم يعلن على رؤوس الأشهاد ، يحمل أسبابه ، ويعرض ما كان منهم في الدنيا مما حقق قول الله عليهم في الآخرة :

فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون . إنا كذلك نفعل بالمجرمين . إنهم كانوا إذا قيل لهم : لا إله إلا الله يستكبرون ؛ ويقولون : أإنا لتاركو آلهتنا لشاعر مجنون .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوٓاْ ءَالِهَتِنَا لِشَاعِرٖ مَّجۡنُونِۭ} (36)

22

المفردات :

لشاعر مجنون : يعنون محمد صلى الله عليه وسلم وقد كذبوا فما هو بشاعر ولا مجنون .

التفسير :

36- { ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون } .

لقد جمعوا في كلمتهم بين إنكار الوحدانية ، وإنكار الرسالة .

حيث قالوا : أنترك عبادة الآلهة التي ورثنا عبادتها عن آبائنا كابرا عن كابر ، ونستمع لقول شاعر يخلط ويهذي ، فمثله لا يصغى لكلامه ، ولا يسمع لقوله ، فرفضوا دعوة التوحيد ، ورفضوا رسالة محمد صلى الله عليه وسلم .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوٓاْ ءَالِهَتِنَا لِشَاعِرٖ مَّجۡنُونِۭ} (36)

ولما أخبر أنهم استكبروا على توحيد الإله ، أتبعه الإخبار بأنهم تكلموا في رسوله صلى الله عليه وسلم بما لا يرضاه : فقال : { ويقولون } أي كل حين ما دلوا به على بعدهم عن الإيمان كل البعد بسوقهم لقولهم ذلك في استفهام إنكاري مؤكداً : { إئنا لتاركوا آلهتنا } أي عبادتها ، وكان تأكيد أصل الكلام للإشارة إلى أن تكذيبهم صادر منهم مع علمهم بأن كل عالم بحالهم يراهم جديرين بترك ما هم عليه لما جاء به صلى الله عليه وسلم ، ولذلك أعلم بأن ما هم عليه عناد بسوق تكذيبهم على وجه معلوم التناقض بالبديهة بقوله : { لشاعر مجنون * } فإن الجنون لا نظام معه ، والشعر يحتاج إلى عقل رصين وقصد قويم ، وطبع في الوزن سليم ، أو للإشارة إلى أن إنكار المؤكد إنكار لغيره بطريق الأولى .