في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِنَّهُمۡ كَانُوٓاْ إِذَا قِيلَ لَهُمۡ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ يَسۡتَكۡبِرُونَ} (35)

وهنا يرد تعليق آخر ، وكأنه حكم يعلن على رؤوس الأشهاد ، يحمل أسبابه ، ويعرض ما كان منهم في الدنيا مما حقق قول الله عليهم في الآخرة :

فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون . إنا كذلك نفعل بالمجرمين . إنهم كانوا إذا قيل لهم : لا إله إلا الله يستكبرون ؛ ويقولون : أإنا لتاركو آلهتنا لشاعر مجنون .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{إِنَّهُمۡ كَانُوٓاْ إِذَا قِيلَ لَهُمۡ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ يَسۡتَكۡبِرُونَ} (35)

22

35- { إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون } .

إنهم كانوا إذا سمعوا كلمة التوحيد ، وشهادة أن لا إله إلا الله ، استكبروا وأنِفُوا أن يدينوا بها .

ومن ذلك ما روى أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قال لأبي طالب عند موته ، واجتماع قريش حوله : " قولوا لا إله إلا الله ، تملكوا بها العرب ، وتدين لكم العجم " أبوا وانِفُوا من ذلك .

وفي تفسير القرطبي :

رُوى عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، لما أنزل الله في كتابه ، فذكر قوما استكبروا ، فقال : { إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون } . وقد استكبر عنها المشركون يوم الحديبية ، يوم كاتبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على قضية المدة . ا ه .

لقد اتفق النبي صلى الله عليه وسلم مع كفار مكة على هدنة مدتها عشر سنوات ، لكن قريشا نقضت العهد ، فساعدت قبيلة بكر حليفة قريش على قبيلة خزاعة حليفة النبي صلى الله عليه وسلم ، وذهب عمرو بن سالم الخزاعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة ، وأنشد بين يديه قصيدة عصماء جاء فيها :

إن قريشا أخلفوك الموعدا ونقضوا ميثاقك المؤكدا

هم بيتونا بالوتير هجّدا وقتلونا ركّعا سجّدا

فانصر هداك الله نصرا أيّدا وادع عباد الله يأتوا مددا

فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " نُصرت يا عمرو بن سالم " وقاد النبي صلى الله عليه وسلم جيشا فتح به مكة ، وأنزل الله بسبب ذلك السورة النصر .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{إِنَّهُمۡ كَانُوٓاْ إِذَا قِيلَ لَهُمۡ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ يَسۡتَكۡبِرُونَ} (35)

ثم علل تعذيبه لهم بقوله مؤكداً للتعجب منهم لأن فعلهم هذا أهل لأن ينكر لأن هذه الكلمة لا يصدق عاقل أن أحداً يستكبر عليها لأنه لا شيء أعدل منها : { إنهم كانوا } أي دائماً { إذ قيل لهم } أي من أيّ قائل كان : { لا إله } أي يمكن ، وإذا نفي الممكن كان الموجود أولى فإنه لا يوجد إلا ما يمكن وجوده وإن كان واجباً { إلا الله } أي الملك الأعلى المباين لجميع الموجودات في ذاته وصفاته وافعاله كما هو الحق ليفردوه بالإلهية كما تفرد بالخالقية كما لا يخفى على من له أدنى مسكة بصفات الكمال ، وقدم النفي لأن التحلية لا تكون إلا بعد التخلية { يستكبرون * } أي يوجدون الكبر عن الإقرار بهذا الحق الذي لا أعدل منه وعن متابعة الداعي إليه ، استكبار من هو طالب للكبر من نفسه ومن غيره لما فيه من العراقة والعتو ، فلم يكن لهم مانع من أبواب جهنم السبعة التي جعلت كل كلمة من هذه الكلمة مع قرينتها الشاهدة بإرساله مانعة من باب منها وإلا كان في شيء من ساعات أيامهم - التي هي بعدد حروفهما أربعة وعشرون - خير ينجيهم من المكارة .