في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَمَآ أَمۡرُنَآ إِلَّا وَٰحِدَةٞ كَلَمۡحِۭ بِٱلۡبَصَرِ} (50)

ومع التقدير والتدبير ، القدرة التي تفعل أعظم الأحداث بأيسر الإشارات :

( وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر ) . .

فهي إشارة واحدة . أو كلمة واحدة يتم بها كل أمر : الجليل والصغير سواء . وليس هنالك جليل ولا صغير . إنما ذلك تقدير البشر للأشياء . وليس هنالك زمن ولا ما يعادل لمح البصر . إنما هو تشبيه لتقريب الأمر إلى حس البشر . فالزمن إن هو إلا تصور بشري ناشيء من دورة أرضهم الصغيرة ، ولا وجود له في حساب الله المطلق من هذه التصورات المحدودة !

واحدة تنشئ هذا الوجود الهائل . وواحدة تبدل فيه وتغير . وواحدة تذهب به كما يشاء الله . وواحدة تحيي كل حي . وواحدة تذهب به هنا وهناك . وواحدة ترده إلى الموت . وواحدة تبعثه في صورة من الصور . وواحدة تبعث الخلائق جميعا . وواحدة تجمعهم ليوم الحشر والحساب .

واحدة لا تحتاج إلى جهد ، ولا تحتاج إلى زمن . واحدة فيها القدرة ومعها التقدير . وكل أمر معها مقدر ميسور .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَمَآ أَمۡرُنَآ إِلَّا وَٰحِدَةٞ كَلَمۡحِۭ بِٱلۡبَصَرِ} (50)

41

المفردات :

إلا واحدة : كلمة واحدة ، هي كن .

التفسير :

50- { وَمَا أَمْرُنَا إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَر } .

إنه سبحانه فعّال لما يريد ، وإذا أراد تحقيق أمر أمَرَ به مرة واحدة ، لا تكرير فيها ، ولا تأخير لتحقيق ما يريد ، بل يتحقق كل مراده في سرعة مطلقة كلمح البصر ، ولله در القائل :

إذا أراد الله أمرا فإنما *** يقول له كُن قولة فيكون

ولمح البصر : إغماض البصر ثم فتحه ، وهذا تمثيل وتقريب لسرعة نفاذ المشيئة في إيجاد الأشياء ، فهو كلمح البصر أو أقرب ، كما قال تعالى : { إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } . ( يس : 82 ) .

فالكون في قبضته سبحانه ، وَاحِدَةٌ . تنشئ هذا الوجود الهائل ، و ووَاحِدَةٌ . تبدّل فيه وتغير ، و وَاحِدَةٌ تذهب به كما يشاء الله ، وكل ذلك يبعث في نفوس المؤمنين الأمل والرجاء ، والثقة بوعد الله ونصره للمتقين ، فمن وجد الله وجد كل شيء ، ومن فقد الله فقد كل شيء .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{وَمَآ أَمۡرُنَآ إِلَّا وَٰحِدَةٞ كَلَمۡحِۭ بِٱلۡبَصَرِ} (50)

شرح الكلمات :

{ وما أمرنا إلا واحدة } : أي وما أمرنا إذا أردنا خلق شيء إلا أمرةً واحدة فيتم وجوده .

{ كلمح بالبصر } : الشيء بسرعة كلمح البصر وهو النظر بعجلة .

المعنى :

وقوله تعالى : { وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر } يخبر تعالى عن قدرته كما أخبر عن علمه بأنه تعالى إذا أراد إيجاد شيء في الوجود لم يزد على أمرٍ واحد وهو كن فإذا بالمطلوب يكون كما أراد تعالى أزلاً أن يكون ، وبسرعة كسرعة لمح البصر الذي هو نظرة سريعة .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَمَآ أَمۡرُنَآ إِلَّا وَٰحِدَةٞ كَلَمۡحِۭ بِٱلۡبَصَرِ} (50)

وخلقها بقضاء سبق به علمه ، وجرى به قلمه ، بوقتها ومقدارها ، وجميع ما اشتملت عليه من الأوصاف ، وذلك على الله يسير ، فلهذا قال : { وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ } فإذا أراد شيئا قال له كن فيكون كما أراد ، كلمح البصر ، من غير ممانعة ولا صعوبة .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَمَآ أَمۡرُنَآ إِلَّا وَٰحِدَةٞ كَلَمۡحِۭ بِٱلۡبَصَرِ} (50)

قوله تعالى : " وما أمرنا إلا واحدة " أي إلا مرة واحدة . " كلمح بالبصر " أي قضائي في خلقي أسرع من لمح البصر . واللمح النظر بالعجلة ، يقال : لمح البرق ببصره . وفي الصحاح : لمحه وألمحه إذا أبصره بنظر خفيف ، والاسم اللمحة ، ولمح البرق والنجم لمحا أي لمع .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَمَآ أَمۡرُنَآ إِلَّا وَٰحِدَةٞ كَلَمۡحِۭ بِٱلۡبَصَرِ} (50)

ولما بين أن كل شيء بفعله ، بين يسر ذلك وسهولته عليه فقال : { وما أمرنا } أي كل شيء أردناه وإن عظم أثره ، وعظم القدر وحقر المقدورات بالتأنيث فقال : { إلا واحدة } أي فعلة يسيرة لا معالجة فيها وليس هناك إحداث قول لأنه قديم بل تعلق القدرة بالمقدور على وفق الإرادة الأزلية ، ثم مثل لنا ذلك بأسرع ما يعقله وأخفه فقال ؛ { كلمح بالبصر * } فكما أن لمح أحدكم ببصره لا كلفة عليه فيه ، فكذلك الأفعال كلها ، بل أيسر من ذلك .