فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَمَآ أَمۡرُنَآ إِلَّا وَٰحِدَةٞ كَلَمۡحِۭ بِٱلۡبَصَرِ} (50)

{ وما أمرنا } لشيء نريد وجوده { إلا واحدة } أي إلا مرة واحدة ، أو فعلة واحدة ، وهو الإيجاد بلا معالجة ومعاناة ، أو كلمة واحدة ، وهي قوله : { كن فيكون } ، فهنا بان الفرق بين الإرادة والقول ، فالإرادة قدر والقول قضاء ، وقيل : المراد بالأمر القيامة { كلمح بالبصر } في سرعته ، واللمح النظر على العجلة والسرعة ، وفي الصحاح : لمحه وألمحه إذا أبصره بنظر خفيف ، والاسم اللمحة ، أي فكما أن لمح أحدكم ببصره لا كلفة عليه فيه ، فكذلك الأفعال كلها عندنا ، بل أيسر ، قال الكلبي : وما أمرنا بمجيء الساعة في السرعة إلا كطرف البصر .