في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{أَيَحۡسَبُ أَن لَّن يَقۡدِرَ عَلَيۡهِ أَحَدٞ} (5)

وبعد تقرير هذه الحقيقة عن طبيعة الحياة الإنسانية يناقش بعض دعاوى " الإنسان " وتصوراته التي تشي بها تصرفاته :

( أيحسب أن لن يقدر عليه أحد ? يقول : أهلكت مالا لبدا . أيحسب أن لم يره أحد ? ) .

إن هذا " الإنسان " المخلوق في كبد ، الذي لا يخلص من عناء الكدح والكد ، لينسى حقيقة حاله وينخدع بما يعطيه خالقه من أطراف القوة والقدرة والوجدان والمتاع ، فيتصرف تصرف الذي لا يحسب أنه مأخوذ بعمله ، ولا يتوقع أن يقدر عليه قادر فيحاسبه . . فيطغى ويبطش ويسلب وينهب ، ويجمع ويكثر ، ويفسق ويفجر ، دون أن يخشى ودون أن يتحرج . . وهذه هي صفة الإنسان الذي يعرى قلبه من الإيمان .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{أَيَحۡسَبُ أَن لَّن يَقۡدِرَ عَلَيۡهِ أَحَدٞ} (5)

التفسير :

5- أيحسب أن لن يقدر عليه أحد .

كثيرا ما يأخذ الإنسان الغرور بقوته أو ماله ، أو حسبه أو نسبه ، مع أن الإنسان خلق ضعيفا ، وإن بعوضة تلسعه فربما أصيب بالحمى ، وإن جرثومة تتدسس إلى كيانه لتهدّ بنيانه وتقوض أركانه ، لقد أراح الله الحيوانات من الفكر وحساب المستقبل ، أما الإنسان فإنه يعيش في المستقبل أكثر مما يعيش في الواقع ، وهو في مسيرته بين الضعف والقوة .

قال تعالى : الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء . . . ( الروم : 54 ) .

وقال تعالى : وخلق الإنسان ضعيفا . ( النساء : 28 ) .

وقد ذكر في أسباب النزول أن الآية نزلت في أحد كفار قريش الأشدّاء ، فقد افتخر بقوته وادعى أنه قادر على الانتصار على عدد من زبانية جهنم . والآية مع ذلك عامة في كل مغرور بعافيته أو ماله أو جاهه ، حين يظن أن الله تعالى لن يقدر عليه .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{أَيَحۡسَبُ أَن لَّن يَقۡدِرَ عَلَيۡهِ أَحَدٞ} (5)

شرح الكلمات :

{ أيحسب أن لن يقدر } : أي أيظن وهو أبو الأشدين بن كلدة وكان قويا شديدا .

المعنى :

وقوله عز وجل { أيحسب } هذا الإِنسان الذي قيل أنه أبو الأشدّيْن الذي أنفق ماله في عداوة الرسول صلى الله عليه وسلم والإِسلام ويتبجّح بذلك ويقول { أهلكت مالا لبدا } .