تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{أَيَحۡسَبُ أَن لَّن يَقۡدِرَ عَلَيۡهِ أَحَدٞ} (5)

التفسير :

5- أيحسب أن لن يقدر عليه أحد .

كثيرا ما يأخذ الإنسان الغرور بقوته أو ماله ، أو حسبه أو نسبه ، مع أن الإنسان خلق ضعيفا ، وإن بعوضة تلسعه فربما أصيب بالحمى ، وإن جرثومة تتدسس إلى كيانه لتهدّ بنيانه وتقوض أركانه ، لقد أراح الله الحيوانات من الفكر وحساب المستقبل ، أما الإنسان فإنه يعيش في المستقبل أكثر مما يعيش في الواقع ، وهو في مسيرته بين الضعف والقوة .

قال تعالى : الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء . . . ( الروم : 54 ) .

وقال تعالى : وخلق الإنسان ضعيفا . ( النساء : 28 ) .

وقد ذكر في أسباب النزول أن الآية نزلت في أحد كفار قريش الأشدّاء ، فقد افتخر بقوته وادعى أنه قادر على الانتصار على عدد من زبانية جهنم . والآية مع ذلك عامة في كل مغرور بعافيته أو ماله أو جاهه ، حين يظن أن الله تعالى لن يقدر عليه .