في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَسَبِّحۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلۡعَظِيمِ} (96)

57

وتختم بما يوحيه هذا اليقين الثابت الجازم من اتجاه إلى الله بالتسبيح والتعظيم . .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{فَسَبِّحۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلۡعَظِيمِ} (96)

75

فسبح باسم ربك : فنزّه ربك عما لا يليق .

{ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ . }

نزّه الله تعالى عن العيب والنقص ، ونزّهه عن أن يترك الناس سدى ، فإنه منزه عن الكذب ، ومنزه عن النقصان ، ومنزه عما يصفه به الظالمون .

أخرج أبو داود ، وابن ماجة ، والحاكم وصححه ، إنه لما نزلت هذه الآية الكريمة ، فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اجعلوها في ركوعكم " xxii .

ولما نزلت : { سَبِّحْ ِاسْمِ رَبِّكَ الأعْلَى } . ( الأعلى : 1 ) .

قال صلى الله عليه وسلم : " اجعلوها في سجودكم " xxiii

أي : أن نقول في الركوع : " سبحان ربي العظيم " .

ونقول في السجود : " سبحان ربي الأعلى " .

وروى البخاري في آخر صحيحه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله علي وسلم : " كلمتان خفيفتان على اللسان ، ثقيلتان في الميزان ، حبيبتان إلى الرحمن ، سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم " xxiv .

ختام السورة:

***

خلاصة موضوعات سورة الواقعة

1- اضطراب الأرض ، وتفتت الجبال حين قيام الساعة .

2- الناس عند الحساب أزواج ثلاثة ، وذكر مآل كل زوج منهم .

3- اجتماع الأولين والآخرين في هذا اليوم .

4- إقامة الأدلة على وجود الخالق .

5- إقامة البراهين على البعث والنشور والحساب .

6- إثبات أن هذه الأخبار حق لا شك فيه .

7- تبكيت المكذبين على إنكار الخالق .

***

تم بحمد الله تفسير سورة ( الواقعة ) مساء الثلاثاء 2 من رمضان 1421 ه ، الموافق 28/11/2000م ، بمدينة المقطم بالقاهرة ، جمهورية مصر العربية ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وصل اللهم على سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه وسلم .

i في ظلال القرآن 27/139 .

ii عبد الرزاق نوفل ، ( الله والعلم الحديث ) ، ص 33 .

iii انظر المنتقى للشوكاني .

iv بصائر ذوي التمييز للفيروزبادي 1/451 .

v بصائر ذوي التمييز 1/452 .

vi في شهاب البيضاوي : " هذا ليس بموضوع ، وقد رواه البيهقي وغيره " .

vii مختصر تفسير ابن كثير ، تحقيق محمد علي الصابوني ، المجلد الثالث ص 428-429 .

viii التفسير المنير أ . د وهبة الزحيلي ، دار الفكر المعاصر ، بيروت لبنان ، الجزء 27 صفحة 244 .

ix مختصر تفسير ابن كثير ، بتحقيق محمد علي الصابوني ، المجلد 3 ص 429 .

x خير القرون قرني :

رواه البخاري في الشهادات ( 2458 ) ، ومسلم في فضائل الصحابة ( 4601 ) ، وأحمد في مسنده ( 3413-3767 ) ، والترمذي في المناقب ( 3794 ) ، وابن ماجة في الأحكام ( 2353 ) من حديث عبد الله بن مسعود ، وقال الترمذي : حسن صحيح .

xi لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين :

رواه البخاري تعليقا في الاعتصام باب : لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين ووصله في المناقب ( 3640 ) ، وفي الاعتصام ( 7311-7459 ) ، والدارمي ( 2432 ) ، وأحمد ( 17669-17701 ) من حديث المغيرة ، ورواه مسلم في الإمارة ( 1920 ) ، وأبو داود في الفتن ( 4252 ) ، والترمذي في الفتن ( 2229 ) ، وابن ماجة في المقدمة ( 10 ) ، وأحمد ( 21897 ) من حديث ثوبان بن بجدد . ورواه البخاري في المناقب ( 3641-7460 ) ، ومسلم في الإمارة ( 1037 ) ، وأحمد ( 16439-16485 ) من حديث معاوية . ورواه الدارمي ( 2433 ) من حديث عمر بن الخطاب . ورواه أحمد ( 8075 ) من حديث عبد الرحمن ، ورواه أحمد ( 20346-20375 ) من حديث جابر بن سمرة ، ورواه الترمذي ( 2192 ) ، وابن ماجة ( 6 ) ، وأحمد ( 15170-19849 ) من حديث قرة بن إياس . ورواه مسلم في الإيمان ( 156 ) ، وفي الإمارة ( 1923 ) ، وأحمد ( 14310-14707 ) من حديث جابر . ورواه أبو داود في الجهاد ( 2484 ) ، وأحمد ( 19350-19419 ) من حديث عمران بن حصين . ورواه أحمد ( 16517 ) من حديث سلمة بن نفيل . ورواه أحمد ( 21816 ) من حديث صدى بن عجلان . ورواه أحمد ( 18804 ) من حديث زيد بن أرقم . ورواه ابن ماجة في المقدمة ( 7 ) من حديث عبد الرحمن ، ورواه ابن ماجة في المقدمة ( 9 ) من طريق الحجاج بن أرطاة عن عمرو بن شعيب عن أبيه قال : قام معاوية . ورواه أحمد ( 20426 ) اسم مبهم .

xii ارتفاعها لكما بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة سنة :

رواه الترمذي في صفة الجنة ( 2540 ) من حديث أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : { وفرش مرفوعة } قال : " ارتفاعها لكما بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة سنة " . وقال : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث رشدين بن سعد ، وقال بعض أهل العلم في تفسير هذا الحديث : إن معناه : الفرش في الدرجات كما بين السماء والأرض .

xiii صفوة التفاسير محمد علي الصابوني ، المجلد الثالث ص 309 .

xiv في ظلال القرآن الجزء 27 .

xv المسلمون شركاء في ثلاث :

رواه أبو داود في البيوع ( 3477 ) وأحمد في مسنده ( 22573 ) من حديث رجل من المهاجرين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال : غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا ، أسمعه يقول : " المسلمون شركاء في ثلاث ، في الكلأ والماء والنار " .

ورواه ابن ماجة في الأحكام ( 2472 ) من حديث ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " المسلمون شركاء في ثلاث ، في الماء والكلأ والنار ، وثمنه حرام " . قال أبو سعيد : يعني : الماء الجاري .

xvi في ظلال القرآن للأستاذ سيد قطب ، نقلا عن كتاب ( الله والعلم الحديث ) ص 33 .

xvii ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى :

رواه أبو داود في الصلاة ( 1455 ) من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده " .

ورواه مسلم في الذكر ( 2699 ) والترمذي في القراءات ( 3945 ) من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة ، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة ، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ، ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه " .

xviii مختصر تفسير ابن كثير ، المجلد الثالث ص 439 ، تحقيق محمد علي الصابوني .

xix تفسير المراغي ، الجزء السابع والعشرون ص 151 .

xx من آمن بي وحمدني على سقياي :

بهذا اللفظ رواه النسائي في الاستسقاء ( 1525 ) من حديث زيد بن خالد الجهني قال : مطر الناس على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " ألم تسمعوا ماذا قال ربكم الليلة ؟ قال : ما أنعمت على عبادي من نعمة إلا أصبح طائفة منهم بها كافرين يقولون : مطرنا بنوء كذا وكذا فأما من آمن بي وحمدني على سقياي فذاك الذي آمن بي وكفر بالكوكب ، ومن قال : مطرنا بنوء كذا وكذا فذاك الذي كفر بي وآمن بالكوكب " .

ورواه البخاري في الأذان ( 846 ) ومسلم في الإيمان ( 71 ) من حديث زيد بن خالد الجهني أنه قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليل فلما انصرف أقبل على الناس فقال : " هل تدرون ماذا قال ربكم " ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : " قال : أصبح من عبادي مؤمن بي وكافرا فأما من قال : مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي وكافر بالكوكب ، وأما من قال : مطرنا بنوء كذا وكذا ، فذلك كافر بي ومؤمن بالكوكب " .

xxi أرواح الشهداء تجعل في حواصل طير خضر :

رواه مسلم في الإمارة ( 3500 ) والترمذي في تفسير القرآن ( 2937 ) والدارمي في الجهاد ( 2303 ) وابن ماجة في الجهاد ( 2719 ) من حديث عبد الله بن مسعود . ورواه أحمد ( 25913 ) والترمذي في فضائل الجهاد ( 1565 ) من حديث كعب ابن مالك . وقال : هذا حديث حسن صحيح .

ورواه أبو داود في الجهاد ( 2158 ) وأحمد ( 2267 ) من حديث ابن عباس . ورواه ابن ماجة ( 1493 ) من حديث أم بشر بنت البراء بن معرور .

xxii اجعلوها في ركوعكم :

رواه أبو داود في الصلاة ( 869 ) وابن ماجة في إقامة الصلاة ( 887 ) والدارمي في الصلاة ( 1305 ) وأحمد في مسنده ( 16961 ) من حديث عقبة بن عامر قال : لما نزلت { فسبح بسم ربك العظيم } قال رسول الله : " اجعلوها في ركوعكم } ، فلما نزلت { سبح باسم ربك الأعلى } قال " اجعلوها في سجودكم " .

xxiii اجعلوها في سجودكم :

انظر ما قبله .

xxiv كلمتان خفيفتان على اللسان :

رواه البخاري في الدعوات ( 6406 ) وفي الأيمان والنذور ( 6682 ) ومسلم في الذكر والدعاء ( 2694 ) والترمذي في الدعوات ( 3467 ) وابن ماجة في الأدب ( 3806 ) وأحمد في مسنده ( 7127 ) من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : كلمتان خفيفتان على اللسان ، ثقيلتان في الميزان ، حبيبتان إلى الرحمن : سبحان الله العظيم ، سبحان الله وبحمده " .

   
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{فَسَبِّحۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلۡعَظِيمِ} (96)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

قوله:"فَسَبّحْ باسْم رَبّكَ العَظِيمِ "يقول تعالى ذكره: فسبح بتسمية ربك العظيم بأسمائه الحسنى.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{فسبح باسم ربك العظيم} يقول، والله أعلم: فسبح ربك باسم لا يسمى به غيره، أي نزهه عن جميع ما قالت الملحدة فيه من الولد والشريك وتسمية من دونه إلها وغيره ذلك.

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

والعظيم في صفة الله معناه أن كل شيء سواه مقصر عن صفته...

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

عبارة تقتضي الأمر بالإعراض عن أقوال الكفار وسائر أمور الدنيا المختصة بها وبالإقبال على أمور الآخرة وعبادة الله تعالى والدعاء إليه. والاسم هنا بمعنى الجنس، أي بأسماء ربك. و {العظيم} صفة للرب. وقد يحتمل أن يكون الاسم هنا واحداً مقصوداً، ويكون {العظيم} صفة له...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

لما بين الحق وامتنع الكفار، قال لنبيه صلى الله عليه وسلم هذا هو حق، فإن امتنعوا فلا تتركهم ولا تعرض عنهم وسبح ربك في نفسك، وما عليك من قومك سواء صدقوك أو كذبوك، ويحتمل أن يكون المراد فسبح واذكر ربك باسمه الأعظم، وهذا متصل بما بعده لأنه قال في السورة التي تلي هذه:

{سبح لله ما في السماوات} فكأنه قال: سبح الله ما في السماوات، فعليك أن توافقهم ولا تلتفت إلى الشرذمة القليلة الضالة، فإن كل شيء معك يسبح الله عز وجل.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{فسبح} أي أوقع التنزيه كله عن كل شائبة نقص بالاعتقاد والقول والفعل والصلاة وغيرها بأن تصفه بكل ما وصف به نفسه من الأسماء الحسنى وتنزهه عن كل ما نزه عنه نفسه المقدس، ولقصره الفعل لإفادة العموم أثبت الجار بقوله: {باسم ربك} أي المحسن إليك بما خصك به مما لم يعطه أحداً غيرك عما وصفه به الكفرة من التكذيب بالواقعة، وإذا كان هذا لا سمه فكيف بما له وهو {العظيم} الذي ملأت عظمته جميع الأقطار والأكوان، وزادت على ذلك بما لا يعلمه حق العلم سواه لأن من له هذا الخلق على هذا الوجه المحكم، وهذا الكلام الأعز الأكرم، لا ينبغي لشائبة نقص أن تلم بجنابه، أو تدنو من فناء بابه.

تيسير التفسير لاطفيش 1332 هـ :

عطف إِنشاء على إِخبار، أو إِذا علمت ذلك فسبح باسم ربك العظيم...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

وتختم بما يوحيه هذا اليقين الثابت الجازم من اتجاه إلى الله بالتسبيح والتعظيم...

.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

والتسبيح ثناء، فهو يتضمن حمداً لنعمته وما هدى إليه من طرق الخير...

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{فَسَبِّحۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلۡعَظِيمِ} (96)

{ فسبح باسم ربك العظيم } أي نزه الله من السوء

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{فَسَبِّحۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلۡعَظِيمِ} (96)

" فسبح باسم ربك العظيم " أي نزه الله تعالى عن السوء . والباء زائدة أي سبح اسم ربك ، والاسم المسمى . وقيل : " فسبح " أي فصل بذكر ربك وبأمره . وقيل : فاذكر اسم ربك العظيم وسبحه . وعن عقبة بن عامر قال : لما نزلت " فسبح باسم ربك العظيم " قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( اجعلوها في ركوعكم ) ولما نزلت " سبح اسم ربك الأعلى " [ الأعلى : 1 ] قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( اجعلوها في سجودكم ) خرجه أبو داود . والله أعلم .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَسَبِّحۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلۡعَظِيمِ} (96)

ولما تحقق له هذا اليقين ، سبب عنه أمره بالتنزيه له سبحانه عما وصفوه به مما يلزم منه وصفه بالعجز بعد تقسيمه للأزواج الثلاثة على طريق الإيجاز كما أمره بذلك بعد الفراغ من تقسيمهم على طريق الإطناب إشارة إلى أن المفاوتة بينهم مع ما لهم من العقول من أعظم الأدلة على الفعل بالاختيار وعلى فساد القول بالطبيعة : { فسبح } أي أوقع التنزيه كله عن كل شائبة نقص بالاعتقاد والقول والفعل والصلاة وغيرها بأن تصفه بكل ما وصف به نفسه من الأسماء الحسنى وتنزهه عن كل ما نزه عنه نفسه المقدس ، ولقصره الفعل{[62321]} لإفادة العموم أثبت الجار بقوله : { باسم ربك } أي المحسن إليك بما خصك به مما لم يعطه أحداً غيرك عما وصفه به الكفرة من التكذيب بالواقعة ، وإذا كان هذا لا سمه فكيف بما له وهو { العظيم * } الذي ملأت عظمته جميع الأقطار والأكوان ، وزادت على ذلك بما لا يعلمه حق العلم سواه لأن من له هذا الخلق على هذا الوجه المحكم ، وهذا الكلام الأعز الأكرم{[62322]} ، لا ينبغي لشائبة نقص أن تلم بجنابه ، أو تدنو من فناء بابه ،

ختام السورة:

وقد انطبق آخر السورة على أولها في الإخبار بالبعث وتصنيف الخلائق فيه إلى الأصناف المذكورة في أولها أيّ انطباق ، وزاد هذا الآخر بأن اعتنق بدليله أي اعتناق ، واتفق مع أول التي بعدها أيّ اتفاق ، وطابقه أجلَّ طباق ، وختمت بصفتي الرحمة والعظمة ، وجلت عن الاسم الجامع كاللتين قبلها لما ذكره في أواخر القمر من أنه لم يذكر في واحدة من الثلاث أحد من أهل المعصية المصاحبة للإيمان ، ليخاطب{[1]} بالاسم الجامع للإهانة والإحسان ، وإنما ذكر أهل الكفران المستوجبين للهوان بالخلود في النيران ، وأهل الإيمان المتأهلين للإحسان بتأبيد الإمكان في أعلى الجنان - انتهى .


[1]:- هكذا ثبتت العبارة في النسخة المخزونة بالرباط – المراقش التي جعلناها أصلا وأساسا للمتن، وكذا في نسخة مكتبة المدينة ورمزها "مد" وموضعها في نسخة دار الكتب المصرية ورمزها "م": رب زدني علما يا فتاح.
[62321]:- من ظ، وفي الأصل: نفسه.
[62322]:- زيد من ظ.
 
تفسير الجلالين للمحلي والسيوطي - تفسير الجلالين [إخفاء]  
{فَسَبِّحۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلۡعَظِيمِ} (96)

{ فسبح باسم ربك العظيم }

{ فسبح باسم ربك العظيم } تقدم .