تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
{في رق} يعني أديم الصحف {منشور}.
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
وقوله:"فِي رَقَ مَنْشُورٍ "يقول: في ورق منشور.
وقوله: «في» من صلة مسطور، ومعنى الكلام: وكتاب سطر، وكُتب في ورق منشور...
عن مجاهد، في رَقّ قال: الرقّ: الصحيفة
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
غير مطويّ. وقال أبو عُبيدة: الرَّقُّ الورق، وقال أبو عوسجة: الرَّقُّ الكتاب
التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :
"في رق منشور" فالرق جلد رقيق يصلح للكتابة. وقال أبو عبيدة:
الرق هو الورق. وقيل: إنما ذكر الرق لأنه من أحسن ما يكتب عليه، فذكر لهذه العلة، فإذا كتبت الحكمة في ما هو على هذه الصفة كان أبهى وأولى. والمنشور: المبسوط. وإنما قيل: منشور، لأنه أبهى في العيون.
الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :
والرق:...قيل: الجلد الذي يكتب فيه الكتاب الذي يكتب فيه الأعمال. قال الله تعالى: {وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ القيامة كِتَابًا يلقاه مَنْشُوراً} [الإسراء: 13] وقيل: هو ما كتبه الله لموسى وهو يسمع صرير القلم. وقيل: اللوح المحفوظ. وقيل القرآن، ونكر لأنه كتاب مخصوص من بين جنس الكتب، كقوله تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا} [الشمس: 7].
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :
واختلف الناس في هذا المكتوب المقسم به، فقال بعض المفسرين: هو الكتاب المنتسخ من اللوح المحفوظ للملائكة لتعرف منه ما تفعله وتصرفه في العالم.
وقال آخرون: بل أقسم الله تعالى بالقرآن، فإنه قد كان علم أنه يتخلد {في رق منشور}.
وقال آخرون: أقسم بالكتب القديمة المنزلة: الإنجيل والتوراة والزبور.
وقال الفراء فيما حكى الرماني: أقسم بالصحف التي تعطى وتؤخذ يوم القيامة بالأيمان والشمائل.
وقال قوم: أقسم بالكتاب الذي فيه أعمال الخلق، وهو الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها.
والرق: الورق المعدة للكتب، وهي مرققة فلذلك سميت رقاً، وقد غلب الاستعمال على هذا الذي هو من جلود الحيوان. والمنشور: خلاف المطوي، وقد يحتمل أن يكون نشره بمعنى بشره وترقيقه وصنعته.
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
والرَّق -بفتح الراء بعدها قاف مشددة-: الصحيفة تُتّخذ من جلد مرقق أبيض ليكتب عليه...
والمنشور: المبسوط غير المطوي...
أي: أقسم بحال نشره لقراءته وهي أشرف أحواله لأنها حالة حصول الاهتداء به للقارئ والسامع.
قوله تعالى : " وكتاب مسطور " أي مكتوب ، يعني القرآن يقرؤه المؤمنون من المصاحف ويقرؤه الملائكة من اللوح المحفوظ ، كما قال تعالى : " إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون{[14273]} " [ الواقعة :78 ] . وقيل : يعني سائر الكتب المنزلة على الأنبياء ، وكان كل كتاب في رق ينشره أهله لقراءته . وقال الكلبي : هو ما كتب الله لموسى بيده من التوراة وموسى يسمع صرير القلم . وقال الفراء : هو صحائف الأعمال ، فمن أخذ كتابه بيمينه ، ومن آخذ كتابه بشماله ، نظيره : " ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا{[14274]} " [ الإسراء : 13 ] وقوله : " وإذا الصحف نشرت{[14275]} " [ التكوير : 10 ] . وقيل : إنه الكتاب الذي كتبه الله تعالى لملائكته في السماء يقرؤون فيه ما كان وما يكون . وقيل : المراد ما كتب الله في قلوب الأولياء من المؤمنين ، بيانه : " أولئك كتب في قلوبهم الإيمان{[14276]} " [ المجادلة : 22 ] .
قلت : وفي هذا القول تجوز ؛ لأنه عبر بالقلوب عن الرق . قال المبرد : الرق ما رقق من الجلد ليكتب فيه ، والمنشور المبسوط . وكذا قال الجوهري في الصحاح ، قال : والرق بالفتح ما يكتب فيه وهو جلد رقيق . ومنه قوله تعالى : " في رق منشور " والرق أيضا العظيم من السلاحف . قال أبو عبيدة : وجمعه رقوق . والمعنى المراد ما قاله الفراء ، والله أعلم . وكل صحيفة فهي رق لرقة حواشيها ، ومنه قول المتلمس :
فكأنما هي من تَقَادُم عهدِها *** رَقٌّ أتيح كتابُها مَسطورُ{[14277]}
وأما الرق بالكسر فهو الملك ، يقال : عبد مرقوق . وحكى الماوردي عن ابن عباس : أن الرق بالفتح ما بين المشرق والمغرب .