الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{فِي رَقّٖ مَّنشُورٖ} (3)

و{ الكتاب المسطور } معناه بإجماع : المكتوبُ أسطاراً ، واخْتَلَفَ الناس في هذا الكتاب المُقْسَمِ به ، فقال بَعْضُ المُفَسِّرِينَ : هو الكتاب المُنْتَسَخُ من اللوح المحفوظ للملائكة ؛ لتعرفَ منه جميعَ ما تفعله وتصرفه في العالم ، وقيل : هو القرآن ؛ إذ قد علم تعالى أَنَّه يتخلد { في رَقٍّ منشور } وقيل : هو الكُتُبُ المُنَزَّلَةُ ، وقيل : هو الكتاب الذي فيه أعمال الخلق ، وهو الذي لا يغادر صغيرةً ولا كبيرةً ، والرَّقُّ : الورق المُعَدَّةُ للكتب ، وهي مُرَقَّقَةٌ ؛ فلذلك سُمِّيَتْ رَقًّا ، وقد غلب الاستعمال على هذا الذي هو من جلود الحيوان ، والمنشور خلاف المَطْوِيِّ .