اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فِي رَقّٖ مَّنشُورٖ} (3)

قوله : فِي رَقِّ يجوز أن يتعلق «بمَسْطُورٍ » ؛ أي مكتوب في رَقٍّ{[53051]} . وجوَّز أبو البقاء{[53052]} أن يكون نعتاً آخر لكتاب{[53053]} وفيه نظر ؛ لأنه يشبه تَهْيئَةَ العَامِلِ للعَمَلِ وقطْعِهِ منْهُ .

والرَّقُّ - بالفتح - الجلد الرقيق يكتب فيه{[53054]} . وقال الرَّاغِب : الرق ما يكتبُ فيه شبه كاغد{[53055]} . انتهى فهو أعم من كونه جلداً أو غيرَهُ . ويقال فيه : رِقٌّ بالكسر . فأما مِلْكُ العبيد فلا يقال إلا رِقٌّ بالكسر{[53056]} . وقال الزَّمخشري : والرَّقُّ الصحيفة . وقيل : الجلد الذي يكتب فيه{[53057]} . انتهى . وقد غلط بعضهم من يقول : كَتَبْتُ في الرِّقّ بالكسر ؛ وليس بغلط لثبوته به لُغَةً{[53058]} .

وقد قرأ أبو السَّمَّال : في رِقٍّ ، بالكسر{[53059]} .

فإِن قيل : ما الفائدة في قوله تعالى : { فِي رَقٍّ مَّنْشُورٍ } وعظمة الكتاب بلفظه ومعناه لا بخطِّه ورقه ؟ ! .

فالجواب : أن هذا إِشارة إلى الوضع لأن الكتاب المطويَّ لا يعلم ما فيه فقال : في رق منشور أي ليس كالكتب المطويّة أي منشورٌ لكم لا يمنعكم أحدٌ من مُطَالَعتِهِ{[53060]} .

/خ6


[53051]:في (ب) القرآن.
[53052]:التبيان 1183.
[53053]:نعتا له أي لكتاب أي كائنا في رق.
[53054]:وهو قوله الجوهري في الصّحاح "رقق". ولكن الفراء في المعاني 3/90 له رأي آخر سأذكره بعد.
[53055]:في المفردات: شبه الكاغد قال في اللسان: الكاغد معروف، وهو فارسي معرّب. انظر المفردات: "رقق" 200 واللسان "كغد".
[53056]:وانظر اللسان "رقق" 1707.
[53057]:الكتاب الذي يكتب فيه الأعمال الكشاف 4/22.
[53058]:بدليل قول الزمخشري السابق وقول الفراء في المعاني 3/91: "والرق الصحائف التي تخرج إلى بني آدم".
[53059]:بنفس المعنى. انظر البحر 8/146. وهي شاذة.
[53060]:الرازي 28/240.