في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَأَلۡقَتۡ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتۡ} (4)

( وألقت ما فيها وتخلت ) . . وهو تعبير يصور الأرض كائنة حية تلقي ما فيها وتتخلى عنه . وما فيها كثير . منه تلك الخلائق التي لا تحصى ، والتي طوتها الأرض في أجيالها التي لا يعلم إلا الله مداها . ومنه سائر ما يختبئ في جوف الأرض من معادن ومياه وأسرار لا يعلمها إلا بارئها . وقد حملت حملها هذا أجيالا بعد أجيال ، وقرونا بعد قرون . حتى إذا كان ذلك اليوم : ألقت ما فيها وتخلت . .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَأَلۡقَتۡ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتۡ} (4)

المفردات :

الأرض مدت : بسطت وسوّيت كمدّ الأديم .

ألقت ما فيها : لفظت ما في جوفها من الموتى ، من عهد آدم إلى قيام الساعة .

تخلت : خلت عنه غاية الخلوّ .

التفسير :

3 ، 4- وإذا الأرض مدّت* وألقت ما فيها وتخلّت .

وإذا الأرض بسطت وسوّيت ، فلا جبال ولا بحار فوقها ، ولا موتى ولا كنوز في أحشائها ، وصارت الأرض مستوية متّسعة لأرض المحشر ، لا يحجب العين فيها شيء ، بل يكشف الناظر أهل المحشر ، ويسمعهم الداعي ، وألقت الأرض ما في أحشائها من الموتى ، من عهد أدم إلى قيام الساعة ، ولفظت ما فيها من الكنوز .

وتخلّت . خلت خلوّا تامّا مما في أحشائها ، وتخلّت إلى الله وتبرّأت من كل من فيها ومن أعمالهم .

قال تعالى : ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا* فيذرها قاعا صفصفا* لا ترى فيها عوجا ولا أمتا . ( طه : 105-107 ) .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَأَلۡقَتۡ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتۡ} (4)

{ وألقت . . . } طرحت ما في جوفها من الموتى ، وخلت عنه غاية الخلو ، وذلك أثر الزلازل التي تصيبها . وصيغة التفعل للمبالغة ؛ كما في قولهم : تكرم الكريم ، إذا بلغ غاية جهده في الكرم ، وتكلف فوق ما في طبعه

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَأَلۡقَتۡ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتۡ} (4)

" وألقت ما فيها وتخلت " أي أخرجت أمواتها ، وتخلت عنهم . وقال ابن جبير : ألقت ما في بطنها من الموتى ، وتخلت ممن على ظهرها من الأحياء . وقيل : ألقت ما في بطنها كنوزها ومعادنها ، وتخلت منها . أي خلا جوفها ، فليس في بطنها شيء ، وذلك يؤذن بعظم الأمر ، كما تلقى الحامل ما في بطنها عند الشدة . وقيل : تخلت مما على ظهرها من جبالها وبحارها . وقيل : ألقت ما استودعت ، وتخلت مما استحفظت ؛ لأن الله تعالى استودعها عباده أحياء وأمواتا ، واستحفظها بلاده مزارعة وأقواتا .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَأَلۡقَتۡ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتۡ} (4)

ولما كان الجلد جديراً بأنه إذا مد أن يبين عن كل ما فيه من{[72326]} غيره قال : { وألقت ما فيها } أي أخرجت ما في بطنها من الأموال والكنوز والأموات إخراجاً سريعاً كأنها تقذفه قذفاً ، وذلك أيضاً كالبساط إذا نقض { وتخلت * } أي تعمدت وتكلفت الخلو عن ذلك والترك له بغاية جهدها ، أي فعل ذلك سبحانه فعلاً كانت الأرض كأنها فاعلة له على هذا الوجه ، فصارت خلية عن كل شيء كان في بطنها ، وصار بارزاً على ظهرها ،


[72326]:من ظ و م، وفي الأصل: عن.