فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَأَلۡقَتۡ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتۡ} (4)

{ وألقت ما فيها } أي أخرجت ما فيها من الأموات والكنوز وطرحتهم إلى ظهرها ورمت { وتخلت } من ذلك ، قال ابن عباس أخرجت ما فيها من الموتى وتخلت ممن على ظهرها من الأحياء ومثل هذا قوله : { وأخرجت الأرض أثقالها } والمعنى تخلت غاية الخلو لم يبق شيء في باطنها كأنها تكلفت أقصى جهدها في الخلو يقال تكرم الكريم إذا بلغ جهده في الكرم ، وتكلف فوق ما في طبعه ، وذلك يؤذن بعظم الأمر .

وقيل ألقت ما استودعته وتخلت مما استحفظته . ووصفت الأرض بالإلقاء والتخلية توسعا وإلا فالتحقيق أن المخرج لتلك الأشياء هو الله تعالى .