في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَٱلۡجِبَالَ أَرۡسَىٰهَا} (32)

( والأرض بعد ذلك دحاها . أخرج منها ماءها ومرعاها . والجبال أرساها ) . .

ودحو الأرض تمهيدها وبسط قشرتها ، بحيث تصبح صالحة للسير عليها ، وتكوين تربة تصلح للإنبات ، وإرساء الجبال وهو نتيجة لاستقرار سطح الأرض ووصول درجة حرارته إلى هذا الاعتدال الذي يسمح بالحياة . والله أخرج من الأرض ماءها سواء ما يتفجر من الينابيع ، أو ما ينزل من السماء فهو أصلا من مائها الذي تبخر

ثم نزل في صورة مطر . وأخرج من الأرض مرعاها وهو النبات الذي يأكله الناس والأنعام وتعيش عليه الأحياء مباشرة وبالواسطة . .

وكل أولئك قد كان بعد بناء السماء ، وبعد إغطاش الليل وإخراج الضحى . والنظريات الفلكية الحديثة تقرب من مدلول هذا النص القرآني حين تفترض أنه قد مضى على الأرض مئات الملايين من السنين ، وهي تدور دوراتها ويتعاقب الليل والنهار عليها قبل دحوها وقبل قابليتها للزرع . وقبل استقرار قشرتها على ما هي عليه من مرتفعات ومستويات .

/خ33

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَٱلۡجِبَالَ أَرۡسَىٰهَا} (32)

المفردات :

الجبال أرساها : أثبتها في الأرض كالأوتاد .

التفسير :

32- والجبال أرساها .

وأرسى الله الجبال ، وجعلها راسية تمسك بتوازن الأرض ، ليتمّ إعمار الأرض ، ولتكون مأدبة الله في الأرض .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَٱلۡجِبَالَ أَرۡسَىٰهَا} (32)

{ والجبال أرساها } أي وأرسى الجبال ، أي أثبتها في الأرض كيلا تميد وتضطرب . وقوله :

" أرساها " تفسير للفعل المضمر قبله .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَٱلۡجِبَالَ أَرۡسَىٰهَا} (32)

وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا } أي : ثبتها في الأرض . فدحى الأرض بعد خلق السماء ، كما هو نص هذه الآيات [ الكريمة ] . وأما خلق نفس الأرض ، فمتقدم على خلق السماء كما قال تعالى : { قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ } إلى أن قال : { ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وهي دخان فقال لها وللأرض ائتنا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين }{[1353]}  فالذي خلق السماوات العظام وما فيها من الأنوار والأجرام ، والأرض الكثيفة الغبراء ، وما فيها من ضروريات الخلق ومنافعهم ، لا بد أن يبعث الخلق المكلفين ، فيجازيهم على أعمالهم ، فمن أحسن فله الحسنى ومن أساء فلا يلومن إلا نفسه ، ولهذا ذكر بعد هذا القيام الجزاء{[1354]} ، فقال : { فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى


[1353]:- وقع هنا سبق قلم من الشيخ -رحمه الله- فقال: إلى أن قال "ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات" وصواب ذلك ما أثبته.
[1354]:- في ب: ذكر بعد هذا قيام الساعة ثم الجزاء.
 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَٱلۡجِبَالَ أَرۡسَىٰهَا} (32)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

يقول: أوتدها في الأرض لئلا تزول، فاستقرت بأهلها...

تفسير الإمام مالك 179 هـ :

ابن رشد: قال مالك: يريد أثبتها...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

والجبال أثبتها فيها، وفي الكلام متروك استغني بدلالة الكلام عليه من ذكره، وهو فيها، وذلك أن معنى الكلام: والجبال أرساها فيها..

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

أي وأثبت الجبال في الارض. والإرساء: الإثبات بالثقل...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{أرساها} أي أثبتها وأقرها و- مع كونها ثابتة لا تتحول فإنه سبحانه جعلها مراسي للأرض تكون سبباً لثباتها كما أن المراسي سبب لثبات السفينة...

السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني 977 هـ :

ونظيره قوله تعالى: {والجبال أوتاداً} [النبأ: 7]...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

ونَصب {والجبال} يجوز أن يكون على طريقة نصب {والأرض بعد ذلك دحاها} ويجوز أن يكون عطفاً على {ماءها ومرعاها} ويكون المعنى: وأخرج منها جبالها، فتكون (ال) عوضاً عن المضاف إليه مثل {فإن الجنة هي المأوى} [النازعات: 41] أي مأوى من خافَ مقام ربه فإن الجبال قطع من الأرض ناتئة على وجه الأرض. وإرساء الجبال: إِثباتُها في الأرض، ويقال: رست السفينة، إذا شُدّت إلى الشاطئ فوقفت على الأَنْجَرِ، ويوصف الجبل بالرسوّ حقيقة...

ومن معنى إرسائها: أنها جعلت منحدرة ليتمكن الناس من الصعود فيها بسهولة كما يتمكن الراكب من ركوب السفينة الراسية ولو كانت في داخل البحر ما تمكن الراكب من ركوبها إلا بمشقة...

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَٱلۡجِبَالَ أَرۡسَىٰهَا} (32)

{ والجبال أرساها } { متاعا } منفعة { لكم ولأنعامكم }

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَٱلۡجِبَالَ أَرۡسَىٰهَا} (32)

" والجبال أرساها " قراءة العامة " والجبال " بالنصب ، أي وأرسى الجبال

" أرساها " يعني : أثبتها فيها أوتادا لها . وقرأ الحسن وعمرو بن ميمون وعمرو بن عبيد ونصر بن عاصم " والجبال " بالرفع على الابتداء . ويقال : هلا أدخل حرف العطف على " أخرج " فيقال : " إنه حال بإضمار قد ، كقوله تعالى : " حصرت صدورهم " [ النساء : 90 ] .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَٱلۡجِبَالَ أَرۡسَىٰهَا} (32)

ولما ذكر الأرض ومنافعها ، ذكر المراسي التي تم بها نفعها فقال : { والجبال } أي خاصة { أرساها * } أي أثبتها وأقرها و-{[71522]} مع كونها ثابتة لا تتحول فإنه سبحانه جعلها مراسي للأرض تكون سبباً لثباتها كما أن المراسي سبب لثبات السفينة .


[71522]:زيد من ظ و م.