الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَٱلۡجِبَالَ أَرۡسَىٰهَا} (32)

- ثم قال تعالى : ( والجبال أرساها ) .

أي : أثبتها في الأرض . والتقدير : والجبال أرساها ( فيها ، وحذف فيها لدلالة الكلام عليه {[73583]} .

قال قتادة : ( أرساها ) {[73584]} : أثبتها لئلا تميل {[73585]} بأهلها {[73586]} .

وروى أبو عبد الرحمن السلمي {[73587]} عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أ ، ه قال : لما خلق الله الأرض قَمَصَتْ وقالت : أتخلق {[73588]} آدم وذرياته {[73589]} يلقون عليّ نَتْنَهُمْ {[73590]} ويعملون عليّ بالخطايا ؟ فأرساها الله بالجبال ، فمنها ما ترون ومنها ما لا ترون ، وكان أول قرار الأرض كلحم الجزور إذا نُحرت {[73591]} يختلج لحمها {[73592]} .


[73583]:- انظر جامع البيان 30/47 وانظر معنى "{أرساها}: أنبتها" أيضا في معاني الزجاج 5/281 وانظر معنى الرسو أيضا في ص: 404 و467 من هذا التفسير.
[73584]:- ما بين قوسين (فيها – أرساها) ساقط من أ.
[73585]:- أ، ث: تميد. ولعله هو الأنسب وهو الذي في جامع البيان 30/47.
[73586]:- انظر المصدر السابق.
[73587]:- هو عبد الله بن حبيب بن ربيعة –بفتح الموحدة وتشديد الياء- أبو عبد الرحمن السلمي، المقرئ مشهور بكنيته، ولأبيه صحبة، ثقة ثبت (مات بعد 70ﻫ) انظر الغاية لابن الجزري 1/413 وتقريب التهذيب 1/408 وطبقات الحفاظ: 19-20.
[73588]:- أ: يخلق.
[73589]:- أ، ث: وذريته.
[73590]:- أ: تثنهم. و"النتن: الرائحة الكريهة، نقيض الفوح" اللسان (نتن) ولعل المراد في النص هو ما يخلّفه ابن آدم من الأزبال والبراز وغير ذلك مما له رائحة كريهة.
[73591]:- ث: نخرت.
[73592]:- يقال: "تخَلَّجَ الشيءُ تَخَلُّجتً واخْتَلَجَ اخْتِلاجاً: إذا اضطرب وتحرك" اللسان (خلج). وانظر قول ابن عباس في جامع البيان 30/47 والدر 8/411.