في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَجَعَلَ مِنۡهُ ٱلزَّوۡجَيۡنِ ٱلذَّكَرَ وَٱلۡأُنثَىٰٓ} (39)

ثم في النهاية . من ذا الذي جعل من الخلية الواحدة . . الذكر والأنثى ? . . أي إرادة كانت لهذه الخلية في أن تكون ذكرا ? وأي إرادة لتلك في أن تكون أنثى ? أم من ذا الذي يزعم أنه تدخل فقاد خطواتهما في ظلمات الرحم إلى هذا الاختيار ? !

إنه لا مفر من الإحساس باليد اللطيفة المدبرة التي قادت النطفة المراقة في طريقها الطويل ، حتى انتهت بها إلى ذلك المصير . . ( فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى ) . .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{فَجَعَلَ مِنۡهُ ٱلزَّوۡجَيۡنِ ٱلذَّكَرَ وَٱلۡأُنثَىٰٓ} (39)

26

المفردات :

فسوّى : فعدّله وكمّله ونفخ فيه الروح .

الزوجين : النوعين .

التفسير :

38 ، 39- ثم كان علقة فخلق فسوّى* فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى .

ثم تحولت النطفة الملقّحة إلى مراحل معينة يمر بها الجنين ، في بطن أمه ترعاها يد القدرة الإلهية ، من نطفة إلى علقة ، ( قطعة دم تعلق بجدار الرحم ، وتمسك به تماما ليكون قرارا مكينا لها ) ، ثم تتحول إلى مضغة ( قطعة لحم قدر ما يمضغه الإنسان ) ، ثم تتحول إلى عظام ، ثم يكسى العظام لحما ، ثم يصبح خلقا آخر متكاملا ، فيه كل وسائل الحياة .

من الذي خلق هذا الخلق منسق الأعضاء ، مؤلفا جسمه من ملايين الملايين من الخلايا الحية ؟ من الذي قاد هذه الرحلة المديدة للجنين ، وهو خليقة صغيرة ضعيفة لا عقل له ولا مدارك ولا تجارب ؟ ثم في النهاية . . من ذا الذي جعل من الخلية الواحدة الذكر والأنثى ؟

إنها اليد اللطيفة المدبرة التي قادت النطفة المراقة في طريقها الطويل ، حتى انتهت بها إلى ذلك المصير .

فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى .

أي : فجعل منه هذا الإنسان صنفين ونوعين : ذكرا وأنثى ، بقدرته تعالى .

هذا هو أصل الإنسان وتركيبه ، تقوده يد القدرة الإلهية ، من مني يمنى إلى بشر متكامل ، هذا الخالق المدبّر اللطيف الخبير الذي أوجد الإنسان في بداية حياته ، أليس قادرا على أن يعيده مرة أخرى ، وأن يحييه بعد مماته .

وفي هذا المعنى يقول الله تعالى في أوائل سورة المؤمنين :

ولقد الإنسان من سلالة من طين* ثم جعلناه نطفة في قرار مكين* ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فسكونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين* ثم إنكم بعد ذلك لميّتون* ثم إنكم يوم القيامة تبعثون . ( المؤمنون : 12-16 ) .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{فَجَعَلَ مِنۡهُ ٱلزَّوۡجَيۡنِ ٱلذَّكَرَ وَٱلۡأُنثَىٰٓ} (39)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: فجعل من هذا الإنسان بعد ما سوّاه خلقا سويا أولادا له، ذكورا وإناثا.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

[نص مكرر لاشتراكه مع الآية 37]

{ألم يك نطفة من منيّ يُمنى} {ثم كان علقة فخلق فسوّى} {فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى} والوجه فيه أن كل أحد يعلم أن نشوءه كان من نطفة، وتلك النطفة لو رئيت موضوعة على طبق، ثم اجتمع حكماء الأرض على أن يقدروا منها بشرا سويا كما قدره الله تعالى في تلك الظلمات لم يصلوا إليه أبدا، وإن استفرغوا جهودهم، وأنفدوا حيلهم وقواهم، ولو أرادوا أن يتعرفوا المعنى الذي لذلك المعنى صلحت النطفة على أن ينشأ منها العلقة والمضغة إلى أن ينشأ بشر سوي عليه، لعلموا أن من بلغت قدرته هذا، هو أحكم الحاكمين.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

ثم في النهاية. من ذا الذي جعل من الخلية الواحدة.. الذكر والأنثى؟.. أي إرادة كانت لهذه الخلية في أن تكون ذكرا؟ وأي إرادة لتلك في أن تكون أنثى؟ أم من ذا الذي يزعم أنه تدخل فقاد خطواتهما في ظلمات الرحم إلى هذا الاختيار؟! إنه لا مفر من الإحساس باليد اللطيفة المدبرة التي قادت النطفة المراقة في طريقها الطويل، حتى انتهت بها إلى ذلك المصير.. (فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى).

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{فَجَعَلَ مِنۡهُ ٱلزَّوۡجَيۡنِ ٱلذَّكَرَ وَٱلۡأُنثَىٰٓ} (39)

{ فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى } فخلق من الإنسان صنفين الرجل والمرأة

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{فَجَعَلَ مِنۡهُ ٱلزَّوۡجَيۡنِ ٱلذَّكَرَ وَٱلۡأُنثَىٰٓ} (39)

" فجعل منه " أي من الإنسان . وقيل : من المني . " الزوجين الذكر والأنثى " أي الرجل والمرأة . وقد احتج بهذا من رأى إسقاط الخنثى . وقد مضى في سورة " الشورى " {[15650]} أن هذه الآية وقرينتها إنما خرجتا مخرج الغالب . وقد مضى في أول سورة " النساء " {[15651]} أيضا القول فيه ، وذكرنا في آية المواريث حكمه ، فلا معنى لإعادته .


[15650]:راجع جـ 16 ص 48.
[15651]:راجع جـ 5 ص 3.
 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{فَجَعَلَ مِنۡهُ ٱلزَّوۡجَيۡنِ ٱلذَّكَرَ وَٱلۡأُنثَىٰٓ} (39)

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَجَعَلَ مِنۡهُ ٱلزَّوۡجَيۡنِ ٱلذَّكَرَ وَٱلۡأُنثَىٰٓ} (39)

ولما كان استبعادهم للقيامة إما لاستبعاد القدرة على إعادة الأجزاء{[70372]} بعد تفرقها أو لاستبعاد القدرة على تمييز ترابها من تراب الأرض بعد الاختلاط ، وكان تمييز النطفة إلى ذكر وأنثى كافياً في رد-{[70373]} الاستبعادين قال : { فجعل } أي بسبب النطفة { منه } أي هذا الماء الدافق أو المخلوق المسوى وهما شيء واحد { الزوجين } أي القرينين{[70374]} اللذين لا يمكن الانتفاع بأحدهما إلا بالآخر ، ثم بينهما بقوله : { الذكر والأنثى * } وهما كما تعلمون متباينان في الطباع مختلفان في أوصاف الأعضاء والآلات والمتاع{[70375]} ، كما لم يترك{[70376]} النطفة حتى صيرها علقة ولا ترك العلقة حتى صيرها مضغة ولا ترك المضغة حتى صيرها-{[70377]} عظاماً ولم يترك العظام حتى صيرها خلقاً {[70378]}آخر إلى تمام{[70379]} الخلقة لتمام الحكمة الظاهرة وفصلها إلى ذكر وأنثى وهي ماء-{[70380]} ، تمييز ما يصلح منه للذكر وما يصلح منه للأنثى أشد{[70381]} وأخفى من تمييز تراب الميت من تراب الأرض ، فكذلك لا يترك الجسم بعد موته حتى يعيده ثم يبعثه إلى آخر ذلك لتمام الحكمة الباطنة وهي الجزاء والحكم الذي هو{[70382]} خاصة الملك .


[70372]:من ظ و م، وفي الأصل: الجزاء.
[70373]:زيد من ظ و م.
[70374]:زيد في الأصل: أي، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[70375]:من ظ و م، وفي الأصل: أشاع.
[70376]:زيد في الأصل: العظام، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[70377]:زيد من هامش ظ.
[70378]:من ظ و م، وفي الأصل: تمام آخر.
[70379]:من ظ و م، وفي الأصل: تمام آخر.
[70380]:زيد من ظ و م.
[70381]:من ظ و م، وفي الأصل: وأشده.
[70382]:زيد من ظ و م.