اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَجَعَلَ مِنۡهُ ٱلزَّوۡجَيۡنِ ٱلذَّكَرَ وَٱلۡأُنثَىٰٓ} (39)

{ فَجَعَلَ مِنْهُ } أي : من الإنسان .

وقيل : من المني «الزوجين ، الذكر والأنثى » أي : الرجل والمرأة .

فقوله تعالى { الذكر والأنثى } يجوز أن يكونا بدلين من الزوجين على لغة من يرى إجراء المثنى إجراء المقصور ، وقد تقدم تحقيقه في «طه » ومن ينسب إليه هذه اللغة والاستشهاد على ذلك [ طه : 63 ] .

فصل فيمن احتج بالآية على إسقاط الخنثى

قال القرطبي{[58769]} : وقد احتج بهذه الآية من رأى إسقاط الخنثى وقد مضى في سورة «الشورى » أن هذه الآية وقرينتها إنما خرجت مخرج الغالب .

فإن قيل : ما فائدة قوله : «يمنى » في قوله تعالى { من منيّ يمنى } ؟ فالجواب فيه إشارة إلى حقارة حاله ، كأنه قيل : إنه مخلوق من المني الذي يجري مجرى النَّجاسة ، فلا يليق بمثل هذا أن يتمرد عن طاعة الله - تعالى - إلا أنه عبر عن هذا المعنى على سبيل الرمز ، كما في قوله تعالى في «عيسى ومريم » - عليهما الصلاة والسلام - { كَانَا يَأْكُلاَنِ الطعام } [ المائدة : 75 ] والمراد منه قضاء الحاجةِ .


[58769]:الجامع لأحكام القرآن 19/76.