نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{فَجَعَلَ مِنۡهُ ٱلزَّوۡجَيۡنِ ٱلذَّكَرَ وَٱلۡأُنثَىٰٓ} (39)

ولما كان استبعادهم للقيامة إما لاستبعاد القدرة على إعادة الأجزاء{[70372]} بعد تفرقها أو لاستبعاد القدرة على تمييز ترابها من تراب الأرض بعد الاختلاط ، وكان تمييز النطفة إلى ذكر وأنثى كافياً في رد-{[70373]} الاستبعادين قال : { فجعل } أي بسبب النطفة { منه } أي هذا الماء الدافق أو المخلوق المسوى وهما شيء واحد { الزوجين } أي القرينين{[70374]} اللذين لا يمكن الانتفاع بأحدهما إلا بالآخر ، ثم بينهما بقوله : { الذكر والأنثى * } وهما كما تعلمون متباينان في الطباع مختلفان في أوصاف الأعضاء والآلات والمتاع{[70375]} ، كما لم يترك{[70376]} النطفة حتى صيرها علقة ولا ترك العلقة حتى صيرها مضغة ولا ترك المضغة حتى صيرها-{[70377]} عظاماً ولم يترك العظام حتى صيرها خلقاً {[70378]}آخر إلى تمام{[70379]} الخلقة لتمام الحكمة الظاهرة وفصلها إلى ذكر وأنثى وهي ماء-{[70380]} ، تمييز ما يصلح منه للذكر وما يصلح منه للأنثى أشد{[70381]} وأخفى من تمييز تراب الميت من تراب الأرض ، فكذلك لا يترك الجسم بعد موته حتى يعيده ثم يبعثه إلى آخر ذلك لتمام الحكمة الباطنة وهي الجزاء والحكم الذي هو{[70382]} خاصة الملك .


[70372]:من ظ و م، وفي الأصل: الجزاء.
[70373]:زيد من ظ و م.
[70374]:زيد في الأصل: أي، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[70375]:من ظ و م، وفي الأصل: أشاع.
[70376]:زيد في الأصل: العظام، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[70377]:زيد من هامش ظ.
[70378]:من ظ و م، وفي الأصل: تمام آخر.
[70379]:من ظ و م، وفي الأصل: تمام آخر.
[70380]:زيد من ظ و م.
[70381]:من ظ و م، وفي الأصل: وأشده.
[70382]:زيد من ظ و م.