في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمۡ غَيۡرُ مَأۡمُونٖ} (28)

وفي قوله هنا : ( إن عذاب ربهم غير مأمون ) . . إيحاء بالحساسية الدائمة التي لا تغفل لحظة ، فقد تقع موجبات العذاب في لحظة الغفلة فيحق العذاب . والله لا يطلب من الناس إلا هذه اليقظة وهذه الحساسية ، فإذا غلبهم ضعفهم معها ، فرحمته واسعة ، ومغفرته حاضرة . وباب التوبة مفتوح ليست عليه مغاليق ! وهذاقوام الأمر في الإسلام بين الغفلة والقلق . والإسلام غير هذا وتلك . والقلب الموصول بالله يحذر ويرجو ، ويخاف ويطمع ، وهو مطمئن لرحمة الله على كل حال .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمۡ غَيۡرُ مَأۡمُونٖ} (28)

19

المفردات :

مشفقون : خائفون استعظاما لله تعالى .

التفسير :

27 ، 28- والذين هم من عذاب ربهم مشفقون* إن عذاب ربهم غير مأمون .

إنهم يخافون غضب الله وعقابه ، فلا يأمنون مكره ، ولا يجترئون على معاصيه ، وفي كتاب ( إحياء علوم الدين ) للإمام أبي حامد الغزالي ، ( باب في فضل الرجاء والأمل في رحمة الله ) ثم ( باب في فضل الخوف والإشفاق من غضب الله ) ، ثم ذكر أن الخوف والرجاء جناحان يطير بهما المؤمن في سماء الطاعات ، وإذا زاد الرجاء عن حدّه صار طمعا بدون عمل ، وإذا زاد الخوف عن حده صار يأسا من رحمة الله ، والمؤمن مطالب بالجمع بين الخوف والرجاء ، فإذا كان الإنسان في مرحلة الشباب والقوة ، وجب أن يغلّب الخوف على الرجاء حتى يعصمه ذلك من المعصية ، وإذا كان في مرحلة الشيخوخة والضّعف ، وجب أن يغلب الرجاء على الخوف حتى يلقى الله وهو متمتّع بالأمل في رحمته وقبول توبته .

إن عذاب ربهم غير مأمون .

إن عذاب الله واقع حتما بكل من يستحقّه .

قال تعالى : الذين إذا ذكر الله وجلت قوبهم . . . ( الأنفال : 2 ) .

وقال عزّ شأنه : والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون . ( المؤمنون : 60 ) .

وقال تعالى : فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون . ( الأعراف : 99 ) .

     
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمۡ غَيۡرُ مَأۡمُونٖ} (28)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

لا يأمنون للعذاب من الشفقة والخوف.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

قوله:"إنّ عَذَابَ رَبّهِمْ غَيرُ مأْمُونٍ "أن ينال من عصاه وخالف أمره.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

فهذا هو الحق ألا يأمن أحد من عذابه، وإن دأب في عمله، واجتهد في طاعته لما لا يدري على ماذا يختم أمره، أو يخاف ألا يقبل منه ويرد عليه، أو يخاف أن يكون قد قصر عن شكر كثير من النعم، وغفل عنها. والأصل أنه ما من أحد ينظر في أمره وحاله إلا وهو يرى على نفسه من الله تعالى أنعما، لو أجهد نفسه ليقوم بشكر واحدة منها لقصر في ذلك ولم يتهيأ له القيام بوفائها. فمن كان هذا وصفه فأنى يقع له الأمن من عذابه؟ ويؤخذ منه الوفاء بالأسباب التي يؤمن بها؟ إلا أن يكون من الخاسرين.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

أي لا ينبغي لأحد وإن بالغ في الطاعة والاجتهاد أن يأمنه، وينبغي أن يكون مترجحاً بين الخوف والرجاء.

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

لكن عذاب الله لا يأمنه إلا من لا بصيرة له.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

والمراد أن الإنسان لا يمكنه القطع بأنه أدى الواجبات كما ينبغي، واحترز عن المحظورات بالكلية، بل يجوز أن يكون قد وقع منه تقصير في شيء من ذلك، فلا جرم يكون خائفا أبدا.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

وفي قوله هنا: (إن عذاب ربهم غير مأمون).. إيحاء بالحساسية الدائمة التي لا تغفل لحظة، فقد تقع موجبات العذاب في لحظة الغفلة فيحق العذاب. والله لا يطلب من الناس إلا هذه اليقظة وهذه الحساسية، فإذا غلبهم ضعفهم معها، فرحمته واسعة، ومغفرته حاضرة. وباب التوبة مفتوح ليست عليه مغاليق! وهذا قوام الأمر في الإسلام بين الغفلة والقلق. والإسلام غير هذا وتلك. والقلب الموصول بالله يحذر ويرجو، ويخاف ويطمع، وهو مطمئن لرحمة الله على كل حال.

تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :

فقد يستسلم الإنسان للثقة بعمله، فيخيّل إليه أنه على الحق، ولكنه يتخبّط في الباطل، فلا يدقّق في طبيعة العمل وفي خلفياته ونتائجه والشروط الإيمانية لسلامته في حركته نحو الهدف. وهكذا يشعر المؤمن دائماً بالخوف من الله، والحذر من عقابه، اتّهاماً لنفسه التي يعمل دائماً على أن لا يُخرجها من حدّ التقصير في جنب الله.

   
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمۡ غَيۡرُ مَأۡمُونٖ} (28)

{ غير مأمون } أي : لا يكون أحد آمنا منه فإن الأمن من عذاب الله حرام فلا ينبغي للعبد أن يزيل عنه الخوف حتى يدخل الجنة .