تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمۡ غَيۡرُ مَأۡمُونٖ} (28)

الآية 28 وقوله تعالى : { إن عذاب ربهم غير مأمون } فهذا هو الحق ألا يأمن أحد من عذابه ، وإن دأب في عمله ، واجتهد في طاعته لما [ لا ] {[22079]}يدري على ماذا يختم أمره ، أو يخاف ألا يقبل منه ويرد عليه ، أو يخاف أن يكون قد قصر عن شكر كثير من النعم ، وغفل عنها .

والأصل أنه ما من أحد ينظر في أمره وحاله إلا وهو يرى على نفسه من الله تعالى أنعما ، لو أجهد نفسه ليقوم بشكر واحدة {[22080]}منها لقصر في ذلك ولم يتهيأ له القيام بوفائها .

فمن كان هذا وصفه فأنى يقع له الأمن من عذابه ؟ ويؤخذ منه الوفاء بالأسباب التي يؤمن بها ؟ إلا أن يكون من الخاسرين .


[22079]:من م، ساقطة من الأصل
[22080]:في الأصل وم: واحد