نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمۡ غَيۡرُ مَأۡمُونٖ} (28)

ولما كان المقام للترهيب ، ولذلك عبر عن الرجاء على{[68410]} فعل الطاعات بالدين ، فصار العذاب مذكوراً مرتين تلويحاً وتصريحاً ، زاده تأكيداً بقوله اعتراضاً مؤكداً لما لهم من إنكاره : { إن عذاب ربهم } أي الذي {[68411]}رباهم و{[68412]}هم مغمورون بإحسانه وهم عارفون بأنه قادر على الانتقام ولو بقطع الإحسان { غير مأمون * } أي لا ينبغي لأحد أن يأمنه ، بل يجوز أن يحل به وإن بالغ في الطاعة لأن الملك مالك وهو تام الملك ، له أن يفعل ما يشاء - ومن جوز وقوع العذاب أبعد عن موجباته غاية الإبعاد ولم يزل مترجحاً بين الخوف والرجاء .


[68410]:- زيد من ظ وم.
[68411]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[68412]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.