86 ، 87 ، 88 – { قال ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين * إن هو إلا ذكر للعالمين * ولتعلمن نبأه بعد حين } .
قل يا أيها الرسول لقومك : لا أسألكم على تبليغ الرسالة أجرا ، وما أنا دَعِيُّ كذاب أتكلّف القول بالرسالة وأدّعيه ، بل أنا رسول حقا ، وما هذا القرآن إلا ذكر ورسالة وتذكير من الله تعالى للناس أجمعين ، ولتعرفنّ خبره وأثره وفضله بعد وقت من الزمان ، حين يظهر فضل القرآن ، ويسطع نوره في المشارق والمغارب ، وتفتح البلاد ، وتنضوي تحت علمه بلاد الفرس والروم ، ومصر ومعظم بلاد المعمورة في ذلك الحين ، أو المراد : ستعلمون صدق القرآن عند موتكم ، وعند البعث والحشر والحساب والجزاء .
وكان الحسن البصري يقول : يا ابن آدم ، عند الموت يأتيك الخبر اليقين . ا ه
1- صلفُ المشركين وإعراضهم عن الحق ، مع ضرب الأمثلة لهم بالأمم الماضية التي حادت عن الحق فهلكت .
2- إنكارهم لرسالة محمد صلى الله عليه وسلم وما اشتملت عليه .
3- قصص داود وسليمان وأيوب ، وإبراهيم وإسحاق ويعقوب ، وبعض أسماء النبيين الآخرين .
5- وصف عذاب أهل النار ، وتلاعن بعضهم بعضا .
7- قصة إبليس – لعنة الله عليه – وامتناعه عن السجود لآدم ، وقسمه ليغوين بني آدم .
تم بحمد الله تعالى تفسير سورة ( ص ) صباح يوم الأربعاء 12 جمادى الآخرة 1420 ه ، الموافق 22/9/1999 م بمدينة المقطم ، بالقاهرة .
اللهم لك الحمد ، ولك النعمة ، ولك الشكر ، ولك الثناء الحسن الجميل ، على نعمائك وفضلك ورحمتك وتوفيقك ، اللهم لك الحمد كالذي نقول وخير مما نقول ، سبحانك لا نحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك ، وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
ولما كان التقدير : أنا عالم بذلك ، عطف عليه قوله جواباً لقسم : { ولتعلمن } أي أنتم أيضاً { نبأه } أي صدقي في جميع ما أنبأتكم به فيه وعنه من الأخبار العظيمة وفيما أشار إليه افتتاح هؤلاء الأنبياء المذكورين في هذه السورة بخليفة وختامهم بخليفة من أن عزتكم تصير إلى ذل وشقاقكم يصير إلى مسالمة وألفة ، وكثرتكم تصير إلى قل ، وأن ما أنا فيه الآن يفضي بي إلى خلافة الله في أرضه ، وأن أوسط أمري يصير إلى مثل خلافة الأول في جميع جزيرة العرب التي هي أرض المسجد الأعظم الذي هو قبل المسجد الأقصى الذي هو محل خلافته ، ثم يزاد أمر خلافتي في سائر البلاد ولا يزال حتى يعم الأرض بطولها والعرض على يد ابنه عيسى عليه السلام خاتمة أكابر أتباعي وأنصاري وأشياعي ، وترك الجار إعلاماً باستغراق العلم لزمان البعد فقال : { بعد حين * } أي مبهم عندكم معلوم لي في الدنيا إذا ظهر عبادي عليكم وفي الآخرة مطلقاً ، وإنما أخروا إلى هذا الحين ليبلغ في الإعذار إليهم فتنقطع حججهم وتتناهى ذنوبهم التي يستحقون الأخذ بها ، ولقد والله علموا ذلك ثم ندموا من مات منهم ومن عاش قبل مضي عشرين سنة من إعلاء كلمته وإظهار رسالته وإتمام دينه ، واستمر العلم لهم ولمن بعدهم بما بث فيه من العلوم ، وجمع فيه من شريف الرسوم ، وأظهر مما تقدم الوعد به فيه إلى هذا الزمان ، وإلى أن يفنى كل فان ، ثم يبعثوا إلى الجنان أو النيران ، فقد أثبتت هذه الآية من كون القرآن ذكراً ما أثبتته أول آية فيها على أتم وجه مع زيادة الوعيد ، فانعطف الآخر على الأول ، واتصل به أحسن اتصال وأجمل ، ونظر إلى أول الزمر أعظم نظر وأكمل ، فللّه در هذا الانتظام ، فهو لعمري أضوأ من شمس الضحى وأتم من بدر التمام ، فسبحان من أنزله و - أجمله وفصله ، وفضله وشرفه وكرمه - والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.