في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ أَهۡلَكۡنَا مَا حَوۡلَكُم مِّنَ ٱلۡقُرَىٰ وَصَرَّفۡنَا ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ} (27)

21

ويختم هذا الشوط بالعبرة الكلية لمصارع من حولهم من القرى من عاد وغير عاد :

( ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى ، وصرفنا الآيات لعلهم يرجعون . فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قربانا آلهة ! بل ضلوا عنهم . وذلك إفكهم وما كانوا يفترون ) . .

وقد أهلك الله القرى التي كذبت رسلها في الجزيرة . كعاد بالأحقاف في جنوب الجزيرة . وثمود بالحجر في شمالها . وسبأ وكانوا باليمن . ومدين وكانت في طريقهم إلى الشام . وكذلك قرى قوم لوط وكانوا يمرون بها في رحلة الصيف إلى الشمال .

ولقد نوع الله في آياته لعل المكذبين يرجعون إلى ربهم ويثوبون . ولكنهم مضوا في ضلالتهم ، فأخذهم العذاب الأليم ، ألوانا وأنواعا ، تتحدث بها الأجيال من بعدهم ، ويعرفها الخلف من ورائهم . وكان مشركو مكة يتسامعون بها ، ويرون آثارها غادين رائحين .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ أَهۡلَكۡنَا مَا حَوۡلَكُم مِّنَ ٱلۡقُرَىٰ وَصَرَّفۡنَا ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ} (27)

21

التفسير :

27- { ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى وصرفنا الآيات لعلهم يرجعون } .

أهلكنا عددا من القرى المحيطة بمكة ، في الجنوب والشمال ، جهة اليمن جنوبا ، والشام شمالا ، وكانت أخبار هذه القرى معروفة مألوفة لأهل مكة ، فهم يمرون على هذه القرى في رحلتهم إلى الشام في الصيف ، وإلى اليمن في الشتاء ، ويشاهدون قرى قوم لوط التي أهلكت ، ومدائن شعيب ، والمؤتفكة التي أهلكت مع أهلها .

قال ابن كثير في تفسير الآية :

وقد أهلك الله الأمم المكذبة بالرسل مما حول مكة ، كعاد وكانوا بالأحقاف بحضرموت عند اليمن ، وثمود وكانت منازلهم بينهم وبين الشام ، وكذلك سبأ وهم أهل اليمن ، ومدين وكانت في طريقهم وممرهم إلى غزة ، وكذلك بحيرة قوم لوط كانوا يمرون عليها أيضا . اه .

{ وصرفنا الآيات لعلهم يرجعون } .

بينا ووضحنا وكررنا ولونا في أنواع العظات وألوان البينات لأهل تلك القرى ، لكي يرجعوا عما هم فيه من الكفر والمعاصي إلى الطاعة والإيمان .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ أَهۡلَكۡنَا مَا حَوۡلَكُم مِّنَ ٱلۡقُرَىٰ وَصَرَّفۡنَا ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ} (27)

صرّفنا الآيات : بيناها .

ولقد أهلكنا القرى التي كانت حولكم يا أهلَ مكة ، وبينّا لهم الآياتِ المتنوعةَ والحجج لعلّهم يرجعون عن الكفر . فلم يَرعَووا ولم يرجِعوا . فخُذوا عبرةً من كل ما تلوناه عليكم وارجِعوا عن كفركم وعبادةِ الأوثان لعلّكم تُفلحون .

والمقصود بالقرى التي حولَهم هي أقوام هود وصالح ولوط وشعيب لأنهم كانوا حول ديارهم .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ أَهۡلَكۡنَا مَا حَوۡلَكُم مِّنَ ٱلۡقُرَىٰ وَصَرَّفۡنَا ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ} (27)

{ 27-28 } { وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ * فَلَوْلَا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْبَانًا آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ }

يحذر تعالى مشركي العرب وغيرهم بإهلاك الأمم المكذبين الذين هم حول ديارهم ، بل كثير منهم في جزيرة العرب كعاد وثمود ونحوهم وأن الله تعالى صرف لهم الآيات أي : نوعها من كل وجه ، { لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } عماهم عليه من الكفر والتكذيب .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ أَهۡلَكۡنَا مَا حَوۡلَكُم مِّنَ ٱلۡقُرَىٰ وَصَرَّفۡنَا ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ} (27)

قوله تعالى : { ولقد أهلكنا ما حولكم } يا أهل مكة ، { من القرى } كحجر ثمود وأرض سدوم ونحوهما ، { وصرفنا الآيات } الحجج والبينات ، { لعلهم يرجعون } عن كفرهم فلم يرجعوا ، فأهلكناهم ، يخوف مشركي مكة .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ أَهۡلَكۡنَا مَا حَوۡلَكُم مِّنَ ٱلۡقُرَىٰ وَصَرَّفۡنَا ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ} (27)

قوله تعالى : " ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى " يريد حجر ثمود وقرى لوط ونحوهما مما كان يجاور بلاد الحجاز ، وكانت أخبارهم متواترة عندهم . " وصرفنا الآيات " يعني الحجج والدلالات وأنواع البينات والعظات ، أي بيناها لأهل تلك القرى . " لعلهم يرجعون " فلم يرجعوا . وقيل : أي صرفنا آيات القرآن في الوعد والوعيد والقصص والإعجاز لعل هؤلاء المشركين يرجعون .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ أَهۡلَكۡنَا مَا حَوۡلَكُم مِّنَ ٱلۡقُرَىٰ وَصَرَّفۡنَا ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ} (27)

ولما تم المراد من الإخبار بهلاكهم على ما لهم من المكنة العظيمة ليتعظ بهم من سمع أمرهم ، أتبعهم من كان مشاركاً لهم في التكذيب فشاركهم في الهلاك ، فقال مكرراً لتخويفهم دالاً{[59024]} على إحاطة قدرته بإحاطة علمه : { ولقد أهلكنا } بما لنا من العظمة {[59025]}والقدرة المحيطتين الماضيتين بكل ما نريد{[59026]} { ما حولكم } أي يا أهل مكة { من القرى } كأهل الحجر وسبا ومدين والأيكة وقوم لوط وفرعون وأصحاب الرس {[59027]}وثمود{[59028]} وغيرهم ممن{[59029]} فيهم معتبر{[59030]} . ولما كان الموعوظ به الإهلاك{[59031]} ذكر مقدماً ، فتشوف السامع إلى السؤال عن حالهم في الآيات ، فقال عاطفاً بالواو التي-{[59032]} لا يمنع معطوفها التقدم على ما عطف عليه : { وصرفنا الآيات } أي حولنا الحجج البينات وكررناها موصلة{[59033]} مفصلة مزينة{[59034]} محسنة على وجوه شتى من الدلالات ، خالصة عن كل{[59035]} شبهة .

ولما كان تصريف الآيات لا يخص أحداً بعينه ، بل هو لكل من رآه أو سمع به لم يقيدها بهم{[59036]} وذكر العلة الشاملة{[59037]} لغيرهم فقال : { لعلهم } أي الكفار { يرجعون * } أي ليكونوا عند من يعرف حالهم في رؤية الآيات حال من يرجع عن الغي الذي كان يركبه{[59038]} لتقليد أو شبهة كشفته الآيات وفضحته{[59039]} الدلالات فلم يرجعوا ، فكان عدم رجوعهم سبب إهلاكنا لهم{[59040]} .


[59024]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[59025]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[59026]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[59027]:سقط ما بين الرقمين من م ومد.
[59028]:سقط ما بين الرقمين من م ومد.
[59029]:من ظ و م ومد، وفي الأصل:بمن.
[59030]:من مد، وفي الأصل و ظ و م: معبرا.
[59031]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: الهلاك.
[59032]:زيد من م ومد.
[59033]:زيدت الواو في الأصل و ظ و م ولم تكن في مد فحذفناها.
[59034]:زيدت الواو في الأصل و ظ، ولم تكن في م ومد فحذفناها.
[59035]:سقط من ظ و م ومد.
[59036]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: بها.
[59037]:زيد في الأصل: بهم، ولم تكن الزيادة في ظ و م ومد فحذفناها.
[59038]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: يرتكبه.
[59039]:من ظ ومد، وفي الأصل و م: فضحتها.
[59040]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: إهلاكهم.