نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَلَقَدۡ أَهۡلَكۡنَا مَا حَوۡلَكُم مِّنَ ٱلۡقُرَىٰ وَصَرَّفۡنَا ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ} (27)

ولما تم المراد من الإخبار بهلاكهم على ما لهم من المكنة العظيمة ليتعظ بهم من سمع أمرهم ، أتبعهم من كان مشاركاً لهم في التكذيب فشاركهم في الهلاك ، فقال مكرراً لتخويفهم دالاً{[59024]} على إحاطة قدرته بإحاطة علمه : { ولقد أهلكنا } بما لنا من العظمة {[59025]}والقدرة المحيطتين الماضيتين بكل ما نريد{[59026]} { ما حولكم } أي يا أهل مكة { من القرى } كأهل الحجر وسبا ومدين والأيكة وقوم لوط وفرعون وأصحاب الرس {[59027]}وثمود{[59028]} وغيرهم ممن{[59029]} فيهم معتبر{[59030]} . ولما كان الموعوظ به الإهلاك{[59031]} ذكر مقدماً ، فتشوف السامع إلى السؤال عن حالهم في الآيات ، فقال عاطفاً بالواو التي-{[59032]} لا يمنع معطوفها التقدم على ما عطف عليه : { وصرفنا الآيات } أي حولنا الحجج البينات وكررناها موصلة{[59033]} مفصلة مزينة{[59034]} محسنة على وجوه شتى من الدلالات ، خالصة عن كل{[59035]} شبهة .

ولما كان تصريف الآيات لا يخص أحداً بعينه ، بل هو لكل من رآه أو سمع به لم يقيدها بهم{[59036]} وذكر العلة الشاملة{[59037]} لغيرهم فقال : { لعلهم } أي الكفار { يرجعون * } أي ليكونوا عند من يعرف حالهم في رؤية الآيات حال من يرجع عن الغي الذي كان يركبه{[59038]} لتقليد أو شبهة كشفته الآيات وفضحته{[59039]} الدلالات فلم يرجعوا ، فكان عدم رجوعهم سبب إهلاكنا لهم{[59040]} .


[59024]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[59025]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[59026]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[59027]:سقط ما بين الرقمين من م ومد.
[59028]:سقط ما بين الرقمين من م ومد.
[59029]:من ظ و م ومد، وفي الأصل:بمن.
[59030]:من مد، وفي الأصل و ظ و م: معبرا.
[59031]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: الهلاك.
[59032]:زيد من م ومد.
[59033]:زيدت الواو في الأصل و ظ و م ولم تكن في مد فحذفناها.
[59034]:زيدت الواو في الأصل و ظ، ولم تكن في م ومد فحذفناها.
[59035]:سقط من ظ و م ومد.
[59036]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: بها.
[59037]:زيد في الأصل: بهم، ولم تكن الزيادة في ظ و م ومد فحذفناها.
[59038]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: يرتكبه.
[59039]:من ظ ومد، وفي الأصل و م: فضحتها.
[59040]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: إهلاكهم.