قوله تعالى : " فراغ إلى أهله " قال الزجاج : أي عدل إلى أهله . وقد مضى في " والصافات{[14231]} " . ويقال : أراغ وارتاغ بمعنى طلب ، وماذا تريغ أي تريد وتطلب ، وأراغ إلى كذا أي مال إليه سِرّاً وحاد ، فعلى هذا يكون راغ وأراغ لغتين بمعنى . " فجاء بعجل سمين " أي جاء ضيفه بعجل قد شواه لهم كما في " هود " : " فما لبث أن جاء بعجل حنيذ{[14232]} " [ هود : 69 ] . ويقال : إن إبراهيم انطلق إلى منزله كالمستخفي{[14233]} من ضيفه ، لئلا يظهروا على ما يريد أن يتخذ لهم من الطعام .
ولما أشار إلى أنه حين إنكاره لهم لم يعرف من أي نوع هم ولا خصوص ما هم فيه ، رتب على رده لسلامهم{[61373]} أنه أسرع غاية الإسراع في إحضار ما ينبغي للضيف على ظن أنهم آدميون فقال : { فراغ } أي ذهب في {[61374]}خفية وخفة{[61375]} ومواضع سترة عن أعينهم كما هو من آداب الضيافة خوفاً من أن يمنعوه أو يكدر عليهم الانتظار : { إلى أهله } أي-{[61376]} الذين عندهم بقرة { فجاء بعجل } أي فتى من أولاد البقر { سمين * } قد شواه وأنضجه
قوله : { فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين } راغ بمعنى مال . راغ إلى كذا مال إليه سرا وحاد{[4336]} من الروغان وهي السرعة . والمعنى أن إبراهيم قد انسلّ إلى أهله في خفة وسرعة . أو عدل إليهم مسرعا ، ثم رجع إلى ضيفه يحمل لهم طعاما من عجل سمين من أجود ما عنده من العجول . وقد شواه في الرضف مبتغيا بذلك إكرام ضيفه وإتحافهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.