الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{فَرَاغَ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِۦ فَجَآءَ بِعِجۡلٖ سَمِينٖ} (26)

قوله تعالى : " فراغ إلى أهله " قال الزجاج : أي عدل إلى أهله . وقد مضى في " والصافات{[14231]} " . ويقال : أراغ وارتاغ بمعنى طلب ، وماذا تريغ أي تريد وتطلب ، وأراغ إلى كذا أي مال إليه سِرّاً وحاد ، فعلى هذا يكون راغ وأراغ لغتين بمعنى . " فجاء بعجل سمين " أي جاء ضيفه بعجل قد شواه لهم كما في " هود " : " فما لبث أن جاء بعجل حنيذ{[14232]} " [ هود : 69 ] . ويقال : إن إبراهيم انطلق إلى منزله كالمستخفي{[14233]} من ضيفه ، لئلا يظهروا على ما يريد أن يتخذ لهم من الطعام .


[14231]:راجع جـ 15 ص 94.
[14232]:راجع جـ 9 ص 63 و68.
[14233]:في ن: "كالمستحي".