في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{كَذَّبَتۡ ثَمُودُ وَعَادُۢ بِٱلۡقَارِعَةِ} (4)

ويبدأ الحديث عن المكذبين به ، وما نالهم من الهول ، وما أخذوا به من القصم ، فذلك الأمر جد لا يحتمل التكذيب ، ولا يذهب ناجيا من يصر فيه على التكذيب :

( كذبت ثمود وعاد بالقارعة . فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية . وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية . سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما . فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية . فهل ترى لهم من باقية ? ) .

وهذا اسم جديد للحاقة . إنها فوق إنها تحق . . فهي تقرع . . والقرع ضرب الشيء الصلب والنقر عليه بشيء مثله . والقارعة تقرع القلوب بالهول والرعب ، وتقرع الكون بالدمار والحطم . وها هي ذي بجرسها تقعقع وتقرقع ، وتقرع وتفزع . . وقد كذبت بها ثمود وعاد .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{كَذَّبَتۡ ثَمُودُ وَعَادُۢ بِٱلۡقَارِعَةِ} (4)

1

القارعة : القيامة ، سميت بذلك لأنها تقرع القلوب بأهوالها .

4- كذّبت ثمود وعاد بالقارعة .

تحدّث صدر السورة عن القيامة وهي الحاقّة ، ثم انتقل إلى الحديث عمّن كذب بها ، وهم :

ثمود قوم صالح ، وكانوا يسكنون بالحجر في شمال الحجاز ، بين الحجاز والشام ، وقد سلّط الله عليهم الصيحة الطاغية ، تطويهم طيّا ، وتغمرهم غمرا ، وتعصف بهم عصفا ، وتطغى عليهم فلا تبقى لهم ظلاّ .

وأما عاد فكانوا يسكنون في جنوب الجزيرة بين اليمن وسلطنة عمان ، وكانوا أشداء بطّاشين جبّارين ، وقد كذّبوا بالقارعة التي تقرع القلوب بأهوالها .

أي كذّبت ثمود وكذّبت عاد بالقارعة التي تقرع الناس بأهوالها ، وتقرع السماء فتنشق على غلظها ، وتقرع الأرض والجبال بالدك والنّسف ، وتقرع النجوم بالطمس والسقوط .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{كَذَّبَتۡ ثَمُودُ وَعَادُۢ بِٱلۡقَارِعَةِ} (4)

ومثلها القارعة : فهي من أسماء يوم القيامة ، سميت قارعة لشدة هولها .

ثم ذكر اللهُ تعالى بعضَ الأمم التي كذّبت ، فنزل بها ما نزل من العذاب ، مثل ثمود وعادٍ الّذين كذبوا بالقيامة .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{كَذَّبَتۡ ثَمُودُ وَعَادُۢ بِٱلۡقَارِعَةِ} (4)

ثم ذكر أمر من كذب بالقيامة فقال { كذبت ثمود وعاد بالقارعة } بالقيامة التي تقرع القلوب

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{كَذَّبَتۡ ثَمُودُ وَعَادُۢ بِٱلۡقَارِعَةِ} (4)

ذكر من كذب بالقيامة . والقارعة القيامة ، سميت بذلك لأنها تقرع الناس بأهوالها . يقال : أصابتهم قوارع الدهر ، أي أهواله وشدائده . ونعوذ بالله من قوارع فلان ولواذعه وقوارص لسانه ، جمع قارصة وهي الكلمة المؤذية . وقوارع القرآن : الآيات التي يقرؤها الإنسان إذا فزع من الجن أو الإنس ، نحو آية الكرسي ، كأنها تقرع الشيطان . وقيل : القارعة مأخوذة من القرعة في رفع قوم وحط آخرين ، قاله المبرد . وقيل : عنى بالقارعة العذاب الذي نزل بهم في الدنيا ، وكان نبيهم يخوفهم بذلك فيكذبونه . وثمود قوم صالح ، وكانت منازلهم بالحجر فيما بين الشام والحجاز . قال محمد بن إسحاق : وهو وادي القرى ، وكانوا عربا . وأما عاد فقوم هود ، وكانت منازلهم بالأحقاف . والأحقاف : الرمل بين عمان إلى حضر موت واليمن كله ، وكانوا عربا ذوي خلق وبسطة ، ذكره محمد بن إسحاق . وقد تقدم{[15284]} .


[15284]:راجع جـ 7 ص 236.