في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي ٱلۡعَرۡشِ مَكِينٖ} (20)

فربه هو الذي يقول . . ( ذي قوة ) . . مما يوحي بأن هذا القول يحتاج في حمله إلى قوة . ( عند ذي العرش مكين ) . . في مقامه ومكانته . . وعند من ? عند ذي العرش العلي الأعلى . (

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي ٱلۡعَرۡشِ مَكِينٖ} (20)

15

المفردات :

إنه لقول رسول : جبريل عن الله ، وهو جواب القسم .

مكين : ذي مكانة رفيعة وشرف .

مطاع : تطيعه ملائكة السماء .

ثم : هنالك .

أمين : على الوحي والرسالة .

التفسير :

19 ، 20 ، 21- إنه لقول رسول كريم* ذي قوة عند ذي العرش مكين* مطاع ثم أمين .

إن القرآن الكريم كلام الله ، نقله جبريل عليه السلام ، وبلّغه إلى محمد صلى الله عليه وسلم ، فنسب القول إلى جبريل باعتبار البلاغ الذي قام به ، أي بلاغ رسول كريم هو جبريل عليه السلام ، أرسله الله بالوحي ليبلغه إلى محمد صلى الله عليه وسلم .

كريم . في ذاته ، كريم على ربه سبحانه وتعالى .

ذي قوة عند ذي العرش مكين .

جبريل صاحب قوة على حمل هذه الأمانة وحمل الوحي ، أو إذا كلّف بشيء قام به ، فقد حمل قرى قوم لوط إلى أعلى ، ثم قلبها فجعل عليها سافلها .

ومكانة جبريل عند ذي العرش سبحانه وتعالى ، أي عند العظيم القدير .

مكين . هو صاحب مكانة ومنزلة سامية عند الله سبحانه وتعالى .

مطاع ثم أمين . مطاع في ملائكة السماء ، يصدرون عنه ، وهو أمين على الوحي حتى يبلّغه .

ومن هذه الصفات السامية التي اختص الله بها جبريل أمين الوحي ، تتّضح أهمية هذا الوحي ، وأيضا مكانة الإنسان عند الله ، حيث أرسل له الرسل ، وأنزل له الكتب ، واختار جبريل عليه السلام وسيطا بين الحق سبحانه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، ليبلّغ الوحي إلى عباد الله ، وذلك من كرامة العبد على ربه .

وصدق الله العظيم : ولقد كرّمنا بني آدم . . . ( الإسراء : 70 ) .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي ٱلۡعَرۡشِ مَكِينٖ} (20)

" ذي قوة " من جعله جبريل فقوته ظاهرة فروى الضحاك عن ابن عباس قال : من قوته قلعه مدائن قوم لوط بقوادم جناحه . " عند ذي العرش " أي عند الله جل ثناؤه " مكين " أي ذي منزلة ومكانة ، فروي عن أبي صالح قال : يدخل سبعين سرادقا بغير إذن .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي ٱلۡعَرۡشِ مَكِينٖ} (20)

ولما اقتضى هذا القوة ، صرح به تأكيداً فقال : { ذي قوة } أي على ضبط-{[71938]} ما أرسل به بنفسه وعلى المدافعة للغير عن أن يدخل فيه شيئاً من نقص ، وأكد القوة بقوله : { عند ذي العرش } أي الملك الأعلى المحيط عرشه بجميع الأكوان الذي لا عندية في الحقيقة إلا له { مكين * } أي بالغ المكنة عنده{[71939]} عظيم المنزلة جداً بليغ فيها فهو بحيث لا يتأتى منه تفريط ما في إبلاغ شيء مما أرسل به لأنه لا يغيره الأحوال ولا يعمل فيه تضاد الشهوات ، لأنه لا شهوة{[71940]} له إلاّ ما يأمر{[71941]} به مرسله سبحانه وتعالى .


[71938]:زيد من ظ و م.
[71939]:من م، وفي الأصل و ظ: عند.
[71940]:من م، وفي الأصل و ظ: شيء.
[71941]:من م، وفي الأصل و ظ: يأمره.