اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي ٱلۡعَرۡشِ مَكِينٖ} (20)

وقوله تعالى : { عِندَ ذِي العرش } أي : عند الله سبحانه وتعالى .

«مكين » أي : ذي منزلةٍ ومكانةٍ .

وروى أبو صالح قال : يدخل سبعين سرادقاً بغير إذن .

وقيل : المراد : القوة في أداء طاعة الله تعالى ، وترك الإخلال بها من أول الخلق إلى آخر زمان التكليف .

وقوله تعالى : { عِندَ ذِي العرش } هذه العندية ليست عندية الجهة ، بل عندية الإشراف ، والتكريم ، والتعظيم .

وقوله تعالى : «أنا عند المنكسرة قلوبهم » ، وقوله سبحانه : { مَكِينٍ } : قال الكسائي : يقال : مكنَ فلانٌ عند فلانٍ - بضم الكاف - تمكُّناً ومكانة ، فعلى هذا هو ذو الجاه الذي يعطي ما يسأل .