السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي ٱلۡعَرۡشِ مَكِينٖ} (20)

{ ذي قوّة } أي : شديد القوى . روى الضحاك عن ابن عباس أنه قال : من قوّته قلعه مدائن قوم لوط بقوادم جناحه فرفعها إلى السماء ثم قلبها ، وأبصر إبليس يكلم عيسى عليه السلام على بعض عقاب الأرض المقدّسة فنفخه بجناحه نفخة ألقاه إلى أقصى جبل بالهند ، وصاح صيحة بثمود فأصبحوا جاثمين ، ويهبط من السماء إلى الأرض ويصعد في أسرع من الطرف .

{ عند ذي العرش } أي : الملك الأعلى المحيط عرشه بجميع الأكوان الذي لا عند في الحقيقة إلا له ، وهو الله سبحانه وتعالى . وقوله تعالى : { مكين } أي : ذي مكانة متعلق به عند ، أي : ذي منزلة ومكانة ليس عندية جهة بل عندية إكرام وتشريف كقوله تعالى : «أنا عند المنكسرة قلوبهم » وقيل : قويّ في أداء طاعة الله تعالى وترك الإخلال بها .