تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي ٱلۡعَرۡشِ مَكِينٖ} (20)

الآية 20 : وقوله تعالى { ذي قوة عند ذي العرش مكين } وفي وصفه بالقوة فائدتان :

إحداهما : ما ذكرنا أن فيه بيان الآمن من تغيير ، يقع فيه من الأعداء من الجن والإنس والشياطين ، والإنس يحتجز عنهم بقوته ، فلا يتمكنون منه حتى يغيروه ، ويبدلوه . ووصفه بالأمانة في نفسه ليأمن الخلق ناحيته .

[ والثانية ] {[23194]} وصفه بالقوة على التخويف والتحذير للذين عادوا محمدا صلى الله عليه وسلم فبخبرهم أنه معه يدفع عنه شرهم وكيدهم إن هموا بذلك به .

وروي أن رسوا الله صلى الله عليه وسلم قال لجبريل عليه السلام : ( ( إن الله تعالى وصفك بالقوة ، فما أثر قوتك ؟ فقال : لما أمرني الله تعالى بإهلاك قوم لوط قلعت قرياتهم ، ورفعتها بجناح واحد إلى السماء ، ثم قلبتها ) ) [ الدر المنثور : 8/433 ، وفيه عزو السيوطي إياه إلى تاريخ ابن عساكر عن معاوية بن قرة ] .

وليس بنا إلى تعرف قوته حاجة ، وإنما بنا الحاجة إلى أن نعرف ما المعنى والحكمة في ذكر قوته ؟

وقوله تعالى : { عند ذي العرش مكين } فإن كان المراد من العرش الملك فمعناه : عند ذي الملك مكين ، أي ذو قدرة ومنزلة ، وقيل : العرش السرير ، فإن كان كذلك فتأويله أنه مكين عند من له سرير الملك .


[23194]:في الأصل وم: أو