في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ شَٰهِدٗا وَمُبَشِّرٗا وَنَذِيرٗا} (45)

36

فأما النبي الذي يبلغهم اختيار الله لهم ؛ ويحقق بسنته العملية ما اختاره الله وشرعه للعباد ، فيلتفت السياق التفاتة كذلك إلى بيان وظيفته وفضله على المؤمنين في هذا المقام :

يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا ، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا . وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا . ولا نطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم ، وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا . .

فوظيفة النبي [ صلى الله عليه وسلم ] فيهم أن يكون( شاهدا ) ، عليهم . فليعملوا بما يحسن هذه الشهادة التي لا تكذب ولا تزور ، ولا تبدل ، ولا تغير . وأن يكون( مبشرا )لهم بما ينتظر العاملين من رحمة وغفران ، ومن فضل وتكريم . وأن يكون( نذيرا )للغافلين بما ينتظر المسيئين من عذاب ونكال ، فلا يؤخذوا على غرة ، ولا يعذبوا إلا بعد إنذار .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ شَٰهِدٗا وَمُبَشِّرٗا وَنَذِيرٗا} (45)

{ يأيها النبيء إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا( 45 ) وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا( 46 ) وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا( 47 ) ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا( 48 ) يأيها الذين ءامنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا( 49 ) }

المفردات :

شاهدا : على من أرسلت إليهم .

ومبشرا : من صدقك وأطاعك بالجنة .

التفسير :

{ يأيها النبيء إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا } .

نداء للرسول الأمين ببيان صفاته وأعماله ومآثره بعد أن سبق الحديث عن زيد بن حارثة وزواج الرسول صلى الله عليه وسلم بزينب بنت جحش لإبطال عادة التبني وإباحة زواج الأب بزوجة الابن الدعي ، مما يدل على أن هذه العادة كانت راسخة في المجتمع العربي واحتاج إبطالها إلى جهد بالغ ، ثم بينت هذه الآية وما بعدها أن الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم رسول الله من عند الله أرسله الله تعالى شاهدا على الناس بما عمله وبما أداه مبشرا للمؤمنين بالجنة والنعيم الدائم محذرا للكافرين ومنذرا لهم بالعذاب إذا لم يتوبوا .