الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ شَٰهِدٗا وَمُبَشِّرٗا وَنَذِيرٗا} (45)

أخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والخطيب وابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لما نزلت { يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً } وقد كان أمر علياً ومعاذ أن يسيرا إلى اليمن ، فقال « انطلقا فَبَشِّرا ولا تُنَفِّرا ، ويَسِّرا ولا تُعَسِّرا ، فإنه قد أنزل عليَّ { يا أيها النبي أنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً } قال : شاهداً على أمتك ، ومبشراً بالجنة ، ونذيراً من النار ، وداعياً إلى شهادة لا إله إلا الله { بإذنه وسراجاً منيراً } بالقرآن » .

وأخرج أحمد والبخاري وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن عطاء بن يسار رضي الله عنه قال : لقيت عبدالله بن عمرو بن العاص فقلت : أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة قال : أجل والله انه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن { يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً } وحرزاً للأميين ، أنت عبدي ورسولي ، سميتك المتوكل ليس بفظ ، ولا غليظ ، ولا سخاب في الأسواق ، ولا تجزيء بالسيئة السيئة ، ولكن تعفو وتصفح .

وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي عن العرباض بن سارية رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول « إني عبد الله ، وخاتم النبيين ، وأبي منجدل في طينته ، وأخبركم عن ذلك أنا دعوة أبي إبراهيم ، وبشارة عيسى ، ورؤيا أمي التي رأت ، وكذلك أمهات النبيين يرين ، وإن أم رسول الله صلى الله عليه وسلم رأت حين وضعته نوراً أضاءت لها قصور الشام . ثم تلا { يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً } إلى قوله { منيراً } » .

وأخرج ابن جرير عن عكرمة والحسن البصري قالا : « لما نزلت { ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر } [ الفتح : 2 ] قالوا : يا رسول الله قد علمنا ما يفعل بك ، فماذا يفعل بنا ؟ فأنزل الله { وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلاً كبيراً } قال : الفضل الكبير : الجنة » .

وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : « اجتمع عتبة . وشيبة . وأبو جهل . وغيرهم فقالوا : أسقط السماء علينا كسفا ، أو ائتنا بعذاب أو امطر علينا حجارة من السماء . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم » ما ذاك إلي . إنما بعثت إليكم داعياً ومبشراً ونذيراً « » .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله { يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً } قال : على أمتك بالبلاغ { ومبشراً } بالجنة { ونذيراً } من النار { وداعياً إلى الله } إلى شهادة أن لا إله إلا الله { بإذنه } قال : بأمره { وسراجاً منيراً } قال : كتاب الله يدعوهم إليه { وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلاً كبيراً } وهي الجنة { ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم } قال : اصبر على أذاهم .

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { ودع أذاهم } قال : اعرض عنهم .