فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ شَٰهِدٗا وَمُبَشِّرٗا وَنَذِيرٗا} (45)

{ يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا 45 وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا 46 وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا 47 ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا 48 }

تشريف للنبي الكريم عليه الصلوات والتسليم ، وتكريم وتعظيم له وللمؤمنين ، وتبين لما حمل صلى الله عليه وسلم من أمانات من لدن مولانا الكبير المتعال ، فالله الحكيم بعث نبيه شاهدا على أمته ، أو على الشهداء ، كما تشير إلى ذلك آية مباركة : )فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا( {[3649]} ، [ { شاهدا } على من بعثت إليهم ، تراقب أحوالهم ، وتشاهد أعمالهم ، وتتحمل عنهم الشهادة بما صدر عنهم من التصديق والتكذيب وسائر ما هم عليه من الهدي والضلال ، وتؤديها يوم القيامة أداء مقبولا فيما لهم وما عليهم ]{[3650]} ، ولقد شهد القرآن أن عيسى عليه السلام أقر- كما بين الكتاب العزيز- بأنه شاهد على أمته مدة إقامته بينهم : ) . . وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد( {[3651]} ، )توفيتني ) لعل معناها : رفعتني إلى سماواتك ، { ومبشرا } تخبر أهل الإيمان والطاعة بثواب ربهم ونعيمه ، فيسرون بذلك سرورا يظهر أثره على وجوههم وبشرتهم ، { ونذيرا } تحذر وتخوف عاقبة الفسوق والعصيان والكفر والطغيان ، من خزي في الدنيا ، وفي الآخرة عذاب وهوان وخسران .


[3649]:سورة النساء. الآية 41.
[3650]:ما بين العلامتين [ ] أورده الألوسي.
[3651]:سورة المائدة. من الآية 117.