في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{يَقُولُ ٱلۡإِنسَٰنُ يَوۡمَئِذٍ أَيۡنَ ٱلۡمَفَرُّ} (10)

وفي وسط هذا الذعر والانقلاب ، يتساءل الإنسان المرعوب : ( أين المفر ? )ويبدو في سؤاله الارتياع والفزع ، وكأنما ينظر في كل اتجاه ، فإذا هو مسدود دونه ، مأخوذ عليه !

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{يَقُولُ ٱلۡإِنسَٰنُ يَوۡمَئِذٍ أَيۡنَ ٱلۡمَفَرُّ} (10)

وقوله : يَقُولُ الإنْسانُ يَوْمَئِذٍ أيْنَ المَفَرّ بفتح الفاء ، قرأ ذلك قرّاء الأمصار ، لأن العين في الفعل منه مكسورة ، وإذا كانت العين من يفعل مكسورة ، فإن العرب تفتحها في المصدر منه إذا نطقت به على مَفعَل ، فتقول : فرّ يفرّ مَفَرّا ، يعني فرّا ، كما قال الشاعر :

يا لَبَكْرٍ أَنْشِرُوا لي كُلَيْبا *** يا لَبَكْرٍ أيْنَ أيْنَ الْفِرَارُ

إذا أريد هذا المعنى من مفعل قالوا : أين المفرّ بفتح الفاء ، وكذلك المدبّ من دبّ يدبّ ، كما قال بعضهم :

كأنّ بَقايا الأَثْرِ فَوْقَ مُتُونِه *** مَدَبّ الدّبَى فَوْقَ النّقا وَهْوَ سارِح

وقد يُنشد بكسر الدال ، والفتح فيها أكثر ، وقد تنطق العرب بذلك ، وهو مصدر بكسر العين . وزعم الفرّاء أنهما لغتان ، وأنه سُمع : جاء على مَدبّ السيل ، ومِدبّ السيل ، وما في قميصه مَصحّ ومِصحّ . فأما البصريون فإنهم في المصدر يفتحون العين من مَفْعَل إذا كان الفعل على يَفعِل ، وإنما يُجيزون كسرها إذا أريد بالمفعل المكان الذي يفرّ إليه ، وكذلك المضرب : المكان الذي يضرب فيه إذا كُسرت الراء . ورُوِي عن ابن عباس أنه كان يقرأ ذلك بكسر الفاء ، ويقول : إنما المفرّ : مفر الدابة حيث تفرّ .

والقراءة التي لا أستجيز غيرها الفتح في الفاء من المَفرّ ، لإجماع الحجة من القرّاء عليها ، وأنها اللغة المعروفة في العرب إذا أريد بها الفرار ، وهو في هذا الموضع الفرار . وتأويل الكلام : يقول الإنسان يوم يعاين أهوال يوم القيامة : أين المفرّ من هول هذا الذي قد نزل ، ولا فرار .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{يَقُولُ ٱلۡإِنسَٰنُ يَوۡمَئِذٍ أَيۡنَ ٱلۡمَفَرُّ} (10)

يقول الإنسان يومئذ أين المفر أي الفرار يقوله قول الآيس من وجدانه المتمني وقرئ بالكسر وهو المكان .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{يَقُولُ ٱلۡإِنسَٰنُ يَوۡمَئِذٍ أَيۡنَ ٱلۡمَفَرُّ} (10)

وقرأ جمهور الناس «أين المَفر » بفتح الميم والفاء على المصدر أي أين الفرار ، وقرأ ابن عباس والحسن وعكرمة وأيوب السختياني وكلثوم بن عياض ومجاهد ويحيى بن يعمر وحماد بن سلمة وأبو رجاء وعيسى وابن أبي إسحاق ، «أين المَفِر » بفتح الميم وكسر الفاء عل معنى أين موضع الفرار .

وقرأ الزهري : «أين المِفَر » بكسر الميم وفتح الفاء بمعنى أين الجيد من الفرار .