التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{يَقُولُ ٱلۡإِنسَٰنُ يَوۡمَئِذٍ أَيۡنَ ٱلۡمَفَرُّ} (10)

قوله : { يقول الإنسان يومئذ أين المفر } في هذه الأهوال الرعيبة من أحداث الكون المزلزل المضطرب في يوم القيامة وما يأتي على الوجود كله من شديد القوارع الجسام والبلايا العظام – في هذه الأجواء من غواشي الفزع والذهول والارتياع ، ينادي الإنسان نداء الذاهل المتلجلج المذعور { أين المقر } أين الملجأ والمناص ، أين الفرار من الله سبحانه . وذلك إذا أيقن أنه خاسر بسبب تفريطه في جنب الله أو أين الفرار من جهنم إذا عاينها ورآها تتأجج وتستعر . وذلك قول الكافر الخاسر لا محالة ، لما يغشاه من فرط الحسرة واليأس المطبق . وقد يقول المؤمن ذلك كذلك إذا عاين أحداث الكون المتزلزل المضطرب لا جرم أن يتملكه الدهش والفزع .