السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{يَقُولُ ٱلۡإِنسَٰنُ يَوۡمَئِذٍ أَيۡنَ ٱلۡمَفَرُّ} (10)

وقوله تعالى : { يقول الإنسان } أي : لشدّة روعه جرياً مع طبعه جواب إذا من قوله تعالى { فإذا برق البصر } . { يومئذ } أي : إذا كانت هذه الأشياء ، وقوله تعالى : { أين المفرّ } منصوب المحل بالقول والمفرّ مصدر بمعنى الفرار . قال الماوردي : ويحتمل وجهين : أحدهما : أين المفرّ من الله تعالى استحياء منه . والثاني : أين المفرّ من جهنم حذراً منها . ويحتمل هذا القول من الإنسان وجهين : أحدهما : أن يكون من الكافر خاصة في عرصة القيامة دون المؤمن لثقة المؤمن ببشرى ربه تعالى . والثاني : أن يكون من قول المؤمن والكافر عند قيام الساعة لهول ما شاهدوا منها . وقيل : أبو جهل خاصة .