في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَمَا مِنۡ غَآئِبَةٖ فِي ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ مُّبِينٍ} (75)

59

ويختم هذه الجولة بتقرير علم الله الشامل الكامل ، الذي لا تخفى عليه خافية في السماء ولا في الأرض :

و ما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين . .

ويجول الفكر والخيال في السماء والأرض ، وراء كل غائبة . من شيء ، ومن سر ، ومن قوة ، ومن خبر ، وهي مقيدة بعلم الله ، لا تند منها شاردة ، ولا تغيب منها غائبة . والتركيز في السورة كلها على العلم . والإشارات إليه كثيرة ، وهذه واحدة منها تختم بها هذه الجولة .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَمَا مِنۡ غَآئِبَةٖ فِي ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ مُّبِينٍ} (75)

القول في تأويل قوله تعالى : { وَمَا مِنْ غَآئِبَةٍ فِي السّمَآءِ وَالأرْضِ إِلاّ فِي كِتَابٍ مّبِينٍ * إِنّ هََذَا الْقُرْآنَ يَقُصّ عَلَىَ بَنِيَ إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } .

يقول تعالى ذكره : وَمَا مِنْ مكتوم سرّ وخفيّ أمر يغيب عن أبصار الناظرين فِي السَمَاءِ وَالأرْضِ إلاّ فِي كِتَابٍ وهو أمّ الكتاب الذي أثبت ربنا فيه كلّ ما هو كائن من لدن ابتدأ خلق خلقه إلى يوم القيامة . ويعني بقوله : مُبِينٌ أنه يبين لمن نظر إليه ، وقرأ ما فيه مما أثبت فيه ربنا جلّ ثناؤه . وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : وَما مِنْ غائِبَةٍ فِي السّماءِ والأرْضِ إلاّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ يقول : ما من شيء في السماء والأرض سرّ ولا علانية إلا يعلمه .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَمَا مِنۡ غَآئِبَةٖ فِي ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ مُّبِينٍ} (75)

{ وما من غائبة في السماء والأرض } خافية فيهما ، وهما من الصفات الغالبة والتاء فيهما للمبالغة كما في الرواية ، أو اسمان لما يغيب ويخفى كالتاء في عافية وعاقبة . { إلا في كتاب مبين } بين أو { مبين } ما فيه لما يطالعه ، والمراد اللوح أو القضاء على الاستعارة .