في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ فَيُدۡخِلُهُمۡ رَبُّهُمۡ فِي رَحۡمَتِهِۦۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡمُبِينُ} (30)

ثم تنقسم الحشود الحاشدة والأمم المختلفة ، على مدى الأجيال واختلاف الأجناس فريقين اثنين . فريقين اثنين . يجمعان كل هذه الحشود : الذين آمنوا . والذين كفروا . فهاتان هما الرايتان الوحيدتان عند الله وهذان هما الحزبان : حزب الله . وحزب الشيطان . وما عدا هذا من الملل والنحل والأجناس والأمم فإليهما يعود :

( فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، فيدخلهم ربهم في رحمته . ذلك هو الفوز المبين ) . .

وقد استراحوا من طول الارتقاب ، ومن القلق والاضطراب . . والنص ينهي أمرهم في سرعة وفي بساطة ، ليلقي هذا الظل المستطاب .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ فَيُدۡخِلُهُمۡ رَبُّهُمۡ فِي رَحۡمَتِهِۦۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡمُبِينُ} (30)

وقوله : " فأمّا الّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصّالِحاتِ ، فَيُدْخِلُهُم رَبّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ " يقول تعالى ذكره : فأما الذين آمنوا بالله في الدنيا فوحدوه ، ولم يشركوا به شيئا ، وعملوا الصالحات : يقول : وعملوا بما أمرهم الله به ، وانتهوا عما نهاهم الله عنه فَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَتِهِ يعني في جنته برحمته .

وقوله : " ذلكَ هُوَ الفَوْزُ المُبِينُ " يقول : دخولهم في رحمة الله يومئذٍ هو الظفر بما كانوا يطلبونه ، وإدراك ما كانوا يسعون في الدنيا له ، المبين غايتهم فيها ، أنه هو الفوز .