في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَلَآ أَنَا۠ عَابِدٞ مَّا عَبَدتُّمۡ} (4)

( ولا أنا عابد ما عبدتم ) . . توكيد للفقرة الأولى في صيغة الجملة الإسمية وهي أدل على ثبات الصفة واستمرارها

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَلَآ أَنَا۠ عَابِدٞ مَّا عَبَدتُّمۡ} (4)

{ ولا أنا عابد } في الاستقبال { ما عبدتم }

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{وَلَآ أَنَا۠ عَابِدٞ مَّا عَبَدتُّمۡ} (4)

{ لا أعبد ما تعبدون } هذا إخبار أنه لا يعبد أصنامهم ، فإن قيل : لم كرر هذا المعنى بقوله : { ولا أنا عابد ما عبدتم } ؟ فالجواب من وجهين :

أحدهما : قاله الزمخشري : وهو أن قوله لا أعبد ما تعبدون يريد في الزمان المستقبل ، وقوله : { ولا أنا عابد ما عبدتم } يريد به فيما مضى ، أي : ما كنت قط عابدا ما عبدتم فيما سلف ، فكيف تطلبون ذلك مني الآن .

الثاني : قاله ابن عطية وهو أن قوله : { لا أعبد ما تعبدون } لما كان يحتمل أن يراد به زمان الحال خاصة قال : { ولا أنا عابد ما عبدتم } أي : أبدا ما عشت ؛ لأن " لا " النافية إذا دخلت على الفعل المضارع خلصته للاستقبال بقوله : { لا أعبد } " لا " يحتمل أن يراد به الحال ، ويحتمل عندي أن يكون قوله : { لا أعبد ما تعبدون } يراد به في المستقبل على حسب ما تقتضيه " لا " من الاستقبال ، ويكون قوله : { ولا أنا عابد ما عبدتم } يريد به في الحال ، فيحصل من المجموع نفي عبادته للأصنام في الحال والاستقبال ، ومعنى الحال في قوله : { ولا أنا عابد ما عبدتم } أظهر من معنى المضي الذي قاله الزمخشري ، ومن معنى الاستقبال ، فإن قولك : ما زيد بقائم بنفي الجملة الاسمية يقتضي الحال .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَلَآ أَنَا۠ عَابِدٞ مَّا عَبَدتُّمۡ} (4)

ولما كان ما نفي عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخل فيه الماضي ، وكان عدم المشاركة بوجه من الوجوه في زمن من الأزمان أدل على البراءة وأقعد في دوام الاستهانة ، وكانوا يعدون سكوته صلى الله عليه وسلم عنهم فيما قبل النبوة عبادة ، وكانوا غير مقتصرين على عبادة أصنامهم التي اتخذوها ؛ بل إذا خرجوا من الحرم فنزلوا منزلاً نظروا لهم حجراً ليستحسنوه فيعبدونه ، فإن لم يروا حجراً جمعوا شيئاً من تراب وحلبوا عليه شيئاً من لبن وعبدوه ما داموا في ذلك المنزل ، وكان ذلك من أشد ما يعاب به من جهة عدم الشباب ، وأنه لا معبود لهم معين ، قال منبهاً على ذلك كله : { ولا أنا عابد } أي متصف بعبادة { ما عبدتم * } أي فيما سلف ، لم يصح وصفي قط بعبادة ذلك من أول زمانكم إلى ساعاتنا هذه ، فكيف ترجون ذلك مني وأنا لم أفعله ولا قبل النبوة ، ولا كان من شأني قط .