{ لكم دينكم } [ هو- عن الأكثرين- تقرير لقوله تعالى : { لا أعبد ما تعبدون } ، وقوله تعالى : { ولا أنا عابد ما عبدتم } ؛ كما أن قوله تعالى : { ولي دين } – عندهم- تقرير لقوله تعالى : { ولا أنتم عابدون ما أعبد } ؛ والمعنى : أن دينكم هو الإشراك ، مقصورا على الحصول لكم لا يتجاوزه إلى الحصول كما تطمعون فيه ، فلا تعلقوا به أمانيكم الفارغة فإن ذلك من المحالات ؛ وأن ديني الذي هو التوحيد مقصور على الحصول لي لا يتجاوزه إلى الحصول لكم أيضا ؛ لأن الله تعالى قد ختم على قلوبكم لسوء استعدادكم ]{[13999]} .
وقال البخاري : يقال : { لكم دينكم } الكفر ؛ { ولي دين } الإسلام . وقال غيره : { لا أعبد ما تعبدون } الآن ، ولا أجيبكم فيما بقي من عمري ؛ { ولا أانتم عابدون ما أعبد } ؛ وهم الذين قال : { . . وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا . . }{[14000]} .
مما أورد القرطبي : قوله تعالى : { لكم دينكم ولي دين } فيه معنى التهديد ؛ وهو كقوله تعالى : { . . لنا أعمالكم ولكم أعمالكم . . }{[14001]} أي : إن رضيتم بدينكم ، فقد رضينا بديننا . . اه . ثبت في صحيح مسلم عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ بهذه السورة وب( قل هو الله أحد ) في ركعتي الطواف ؛ وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ بها في ركعتي الفجر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.